كتاب جدلية الأنا والآخر في شعر أبي الطيب المتنبي

(حسين الجداونه) #1
ة الدلالات نوالإبداع والريادة، وصعوباتها ومشقاتها التي تثبت أصالتها، وم

ّ
المتقدم :بالسابق فاحلا


والمبتكر. والهادي المرشد والدليل والقدوة، لا أتبع والمبكر بعد، وقته يحن لم ومن غيره، على


ةراشإ هيف لهف ،اّيدهم نوكي نأ دّب لا يداهلاو ،لعفأ لا ام لوقأ لاو ،يلاعفأو يلاوقأ عدتبأ ،يريغ


هذه د
ّ

يؤي ا
ّ

دسلأاو مهسلا لصنو ليخلا قنع ه ممو ؟رظتنملا يدهملا ىلإ

ّ
نأ ،يداهلل ةفاحلا تلالادلا

1 )(

،


وكلها تؤكد التميز والتفرد والقوة والإقدام، وقد اختزنت الأنا في نفسها كل هذه الدلالات. فإذا كانت


أقوال الشعراء الآخرين مأخوذة من أقوال من سبقوهم، ولم يأتوا بجديد، فإن الأنا لا تأخذ من أقوال


وإنما تعتمد في قولها على نفسها العظيمة غيرها،

2 )(

. ويتمثل اتكاء المتنبي على نفسه في قدرته


،ا


ً
ديدج اجً اتنإ هجاتنإ ةداعإ مث ،هل

ّ

ثمتو ،يمكحلاو يرعشلا ثارتلا نم هقبس ام لك مضه ىلع ةميظعلا

شعري كله فيه روح المتنبي ونفسه، وبصمته، هو المتنبي في لحمته وسداه، فالقارئ يرى التراث ال


.هراكفأو هروصو هبيكارتو هتادرفم لك يف ارًضاح يبنتملا ىري هسفن تقولا يف هنكلو ،هرعش يف

كلامهم الممض ويتعاظم ألم الأنا ووجعها بسبب الآخر الحاسد فتتسع دائرة الآخر لتشمل الناس و


شاعر الغضب ير في نفسه مثي امّم ،مهتلا عشبأب هيمريف ،كشلاو ةبيرلاب رعاشلا لوانتي يذلا ءارهلا


كامنة في الفعل والانفعال الشديد بأكاذيبهم. فاستعمال الشاعر للدال يريبني يستحضر جميع الدلالات ال


أي، والتعرض بالإضافة للدلالات الحافة به، منها الكذب والشك والشبهة والحيرة واختلاط العقل والر


دارس كلامهم وفي أثرها في نفسه. ويلحظ الللهلاك والموت، وكل هذه الدلالات مقصودة في وصف


ن يثير في أمفارقة مؤلمة في نفس الشاعر بين الدالين: (الناس) و(يريبني)، فالدال (الناس) يفترض


جفاء.النفس الأنس والألفة والمحبة في حين يثير الدال (الريبة) في النفس الشك والوحشة وال

في به المتنبي يقذفواأن في لا يتردد الحاسدون الذي"الأصول" تيفنا من موالأينبع وجع و


،عن الحاسد ماونفيه وأصالتها الشعرية أصلها تابثإب اهسفن نع عفادت رعاشلا انأ نّإف لذا كل مناسبة،


وليس بنفي كلامهم فحسب وإنما بنفي أصول الآخر من أساسها. ومسألة الأصول تتعلق بالجذور


وجعه يهو ،هعجاضم ضّ قت ينت لا يتلا ،هقامعأ يف عباقلا يبنتملا عجو يهف بسنلا مركو فرشلاو


ج دمّضيف ،اضً ضمو امًلأ ا

ً
راحه فزان احًرج دوعيل ،ديدج نم هأكني نم ءاج مئتلي نأ داك املك يذلا


نواهتلا فرعي لا ،ايًساق ا


ً

فينع هلعف دّر نوكي هسفن يف حرجلا قمع ردقبو .ةفنلأاو ةزعلاو ءايربكلاب

ريخف ،ىتف ناك ذنم هلوصأو هسفن نع عافدلا يف هجهنم رعاشلا ددّح دقلو .عونخلا وأ ةناكتسلاا وأ


1

هدى. مادة:ـ ينظر المعجم الوسيط،

2

الشاعر يشير إلى أنه لا يوجد نص بريء، فلا بد أن تتأثر النصوص الجديدة بالنصوص القديمة، غير أنه لا كأنّ ـ

،ا

ً

وإنما يوردها في سياق الاتهام والتفريق بين من يتكئ على غيره ومن يتكئ على نفسه، ّيدقن اعًضوم ةيضقلا عضي

ةيضق ةجلاعم نكمي ناك ه

ّ

نأ ركذلاب ريدجلا نمو .ةيرعشلا تاقرسلا ةيضق يف ىمادقلا داقنلا نأش كلذ يف هنأشو

السرقات الشعرية كلها من باب الإبداع وطرقه وأساليبه.
Free download pdf