لفجيعة تمثل هذه الأبيات انشراا الذات الشاعرة، وانهزام مشروعها الذاتي وانهياره، وإعلان ا
لى الحضيض والتقهقر الذي أودى بها إوالكارثة التي حلت بها، وهي تعاين انفصال الذات عن الذات،
لذات الشاعرة بعد كل تلك السنوات من النشوة والعزة وبناء الحلم وتحويله إلى واقع ملموس باندماج ا
سلجم يف ةناهإ نم رعاشلاب
ّه، تحت لح امب ارًورسم كانه سلج يذلا )ةلودلا فيس( حودمملا تاذب
ضائع من ه المتنبي، إذ تلطمه الحياة في الوقت الربما أسوأ حدث واجه عينه وبرعايته. فكان ذلك
عمره، بحيث يصعب التعويض، من جهة لم يتوقع أن تقابله بكل هذا الجحود واللؤم.رارة وحسرة، م ضيفي حودمملل ابًاتع اهتاذب مصتعتو اهحارج ململت يتلا ةحيرجلا انلأا هجّوتو
لاب نطبملا هفصوو ،هيفستلاو ،خيبوتلا ةجرد ىلإ لصي اعًيرقتو اً
غدر والطيش فينعت هسفن تقولا يفو
يف
َفِراع
َملا نِإ( لقعلا نادقفو لهجلاوِلهَحودمملاف ،) أُمــ
َم
ِذ ىهُ
لاو ةمّذ ىعري لا نئغادر خا نلا
يو لوقي ام هيضري ناك نإ حودمملا ىلإ اهبهتو اهحارج ىلع ةرعاشلا تاذلا ضّ عتو .اً
فعل دهع
منزلة الحاسد بالحاسد المجرد من كل القيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة، فالشاعر بذا يضع الممدوح
فلا فرق بينهما في هذه الحالة.والآخر الشعرية بعناصر التضاد الأساسية في شعر المتنبي المتعلقة بالأناوتفيض اللوحة
ة، والحب ببعديه، هنا، الممدوح والحاسد، وتسود هذه العناصر علاقات متوترة، فثمة الأمل والخيب
نة والخيانة، والكره، والأنفة والضيم، والحلم والواقع، والكرامة والإهانة، والذمة والغدر، والأما
غضب، يقة والسراب، والإقامة والرحيل، والجدوى والعبثية، والسرور والحزن، والرضا والوالحق
سوة ويكاد والعلم والجهل. وثمة هياج انفعالي عنيف يجتاح الذات الشاعرة، مزلزلا كيانها بشدة وق
جديدة، لادة و دلوت اهنأكو ديدج نم قثبنتف ةدشلا ةعاس يف ىلجتت رعاشلا ةمظع نّ أ لاإ ،اهب يدوي نأ
يف اً
ضاءات جديدة. ف يلاع تقلحو اهلاقثأ اهلهاك نع تقلأف ،فنعلا اذهب ترهطت دق اهنأكو انلأا ودبتو
تضادة والقلقة تمرئي البنى الضدية الأحاسيس الم يجسد الشاعر عبر تلك الثنائيات أحزانه العميقة، إذ
لآخر، جدلية بين الأنا وا وتصدر عبارات الشاعر عن رؤية والمتوترة التي تجتاح أعماق النفس.
ا فالتضاد هو البنية الأساسية التي تتشكل عبرها الأفكار في شعر المتنبي، وقد جاء في ل
ً
دسّ جم هتغةنيجعلا ه لب ،ةيوغللا ةينبلا ىلع امًحقم نكي ملف ،هفطاوعو هتلااعفناو رعاشلا راكفأ يف داضتلل
ّنإالتي تتشكل منها مضامين الشاعر.وحة عتاب ينطوي على التهديد بالمفارقة، ولم يكن هذا العتاب لولا نزعة التمرد وفي الل
ثم تتعالى نبرة العتاب والشكوى والضجر والاشمئزاز من كل الواقع المتأصلة في نفس المتنبي،
ا عليه الشاعر ، فيتعالىالذي يحيط به المريضًقّوا ي ًلاع لحمً
ا في الفضاءدرّفتم1 )(:1. 371 : 3 أبي الطيب المتنبي، ديوانـ