أبان مولده عن طيب عنصره يا طيب مبتدإ منه و مختتم
يوم تفرس فيه الفرس أنهم قد أنذروا بحلول البأس و النقم
و بات إيوان كسرى و هو منصدع كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
و النار خامدة الأنفاس من أسف عليه و النهر ساجي الطرف من سدم
و ساء ساوة أن غضت بحيرتها ورد واردها بالغيض حين ظم
من بلل حزنا و بالماء ما بالنار من ضرمكأن بالنار ما بالماء
و الجن تهتف و الأنوار ساطعة والحق يظهر من معنى و من كلم
عموا و صموا فإعلان البشائر لم تسمع و بارقة الأنذار لم تشم
معوج لم يقممن بعد ما أخبر الأقوام كاهنهم بأن دينهم ال
و بعدما عاينوا في الأفق من شهب منقضة وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الوحي منهزم من الشياطين يقفوا إثر منهزم
كأنهم هربا أبطال أبرهة أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي
نبذا به بعد تسبيح ببطنهما نبذ المسبح من أحشاء ملتقم
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشي إليه على ساق بلا قدم
كأنما سطرت سطرا لما كتبت فروعها من بديع الخط باللقم
تقيه حر وطيس للهجير حمي مثل الغمامة أنى سار سائرة
أقسمت بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبة مبرورة القسم
و ما حوى الغارمن خيرومن كرم و كل طرف من الكفار عنه عمي
أرم فالصدف في الغار و الصديق لم يرما و هم يقولون ما بالغار من
ظنوا الحمام و ظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسج و لم تحم
و قاية اﷲ أغنت عن مضاعفة من الدروع و عن عال من الأطم
ألا و إنكم قد نفضتم ويقول علي عليه السلام بشأن الشجرة في خطبة له طويلة
يكم من حبل الطاعة و ثلمتم حصن اﷲ المضروب عليكم بأحكام الجاهلية فإن أيد
ه الألفة التي ذه الأمة فيما عقد بينهم من حبل هذاﷲ سبحانه قد امتن على جماعة ه
ينتقلون في ظلها و يأوون إلى كنفها بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة
ر و اعلموا أنكم صرتم بعد الهجرة لأنها أرجح من كل ثمن و أجل من كل خط
