المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

باء الانتفاع :

الباء حرف جر له معاني عديدة ؛ تختلف مع اختلاف تراكيب الكلام ؛ فمرة تأتي
للإلصاق , وأخرى للتبعيض , وأخرى للاستعانة , وأخرى للتعدية , وغر ذلك ؛ معاني
ة ذكر منها العلامة بن هشام أربعة عشر معنى , وأعتقد أنها تزيد على ذلك ؛ كثر
) الانتفاعللمعنى الذي أود إضافته الآن ؛ وهو معنى (
ت من الباء الواقعة بعد اسم التفضيل ( أحق ) , والتي تعدى أثر ما اتصل الذي يتأ
بها ؛ مضافا إلى ما قبلها بلام الاختصاص على وجه الانتفاع ؛ حيث أن ما اتصل بالباء
الواقعة بعد اسم التفضيل أحق : لابد وأن تكون قيمة نفعية
على هذا النحو مطلقا ) للهولما كان معناها هكذا ؛ ( فلا تصاغ
قال الله أحق بكذا ؛ ُحيث أن الله سبحانه وتعالى لا ينتفع من أحد ؛ فلا ي
؛ ) فالله أحق أن تخشوهويقال : (

؛ ) وبعولتهن أحق بردهن في ذلكومثالاً : على ما ذكرناه ؛ كما في قوله تعالى : (
والرد هنا عمل لصاحبات الضمر وهن المطلقات ؛ فالمطلقة لها أن ترد من حال
ه ؛ فحينما قال الطلاق إلى حال الزواج ؛ سواء لزوجها السابق ؛ أو للزواج من غر
تعالى أحق بردهن :
أراد بتعدية عمل المطلقة وهو الرد ؛ مضافا لصالح زوجها السابق , والتي هي تحمل
ابنه ؛ فيكون المعنى : أحق بردهن لهم
إذا : الرد عمل للمطلقة أحيل نفعه إلى زوجها السابق دون غره ؛
وهكذا ؛ فإن عاد لهم الملك ؛ - 2–6- البقر - ) ونحن أحق بالملك منهوفي قوله : (
يكون على وجه الانتفاع بلام الاختصاص فيكون المعنى : ( فنحن أحق بالملك لنا
منه ) فكل قيمة بعد اسم التفضيل أحق ؛ متصلة بحرف الباء ؛ هي قيمة مضافة
بالانتفاع لما قبله ؛