المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

(Waleed) #1

: ًخامسا


عما استدلوا به من قول : النساء أحق برعاية الأبناء من الرجال ؛
؛ فهذا كلام ليس الصغار لأنهن أشفق , وأرفق , وأهدى إلى تربية
له سند من الحقيقة ؛ فتلك صفات تتعلق بطباع الإنسان ذكرا كان , أو أنثى , ولا
يمكن إثباتها لجنس دون أخر ؛ فكم من رجال قلوبهم أرق من أفئدة الطر ؛ وكم
من نساء قلوبهن أقسى من الحجارة , أو أشد قسوة ؛ والعكس صحيح أيضا ؛ وأما
الصفات التي تنتسب لجنس دون أخر : هي الصفات التي تتعلق بالأبعاض ؛ وما
ترتب عليها لكل جنس ؛ لقوله تعالى :
) وبما أنفقوا من أموالهم؛ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض (


فالتكوين الجسدي للرجل وطبيعة خلقته ترتب عليها أنه أصلح للعمل , وبذل
الجهد , وحماية عرضه , وأهله , والقيام على أمورهم , والإنفاق عليهم ؛ فالرجل
مفضل على المرأة في ذلك ؛ والمرأة مفضلة عليه بما ترتب على تكوينها الجسدي ؛
فهي أصلح للحمل , والولادة , والرضاعة , والقيام على شئون المنزل ؛ وترتب على
ذلك أن كلاً من الرجل , والمرأة : لدية طبيعة جسدية تؤهله لعمل معين , ولا
تتعدى تلك الطبيعة لأيهما لإثبات طبيعة أخلاقية لجنس دون أخر ؛ فالرجل ,
ق ؛ وفرق بين ُلُق ؛ ولا تمييزا بينهم في حسن الخْلَوالمرأة بينهم تمييز في طبيعة الخ
ق ؛ُلق ؛ وكلمة خُ ْلكلمة خَ


) قهُ ثم هدىْ قال ربُنا الذي أعطى كل شيء خَلوانظر إلى قوله تعالى : (
أي : أعطى كل شيء طبيعة تكوينه , وهيئته , وصورته ؛ ثم هداه سبله - 50طه –
قالوا سواء علينا أوعظت ( -––6,––7سورة الشعراء -التي تتناسب مع طبيعته ؛ وفي
لق الأولين هنا تعني ُ) , وخ ق الأولينُإن هذا إلا خُل )––7 (أم لم تكن من الواعظين
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى سلوكهم , وأخلاقهم ؛ ثم أنظر لقوله : (
الحجرات ) وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم
؛ -–– -

Free download pdf