المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

كما أن السلوك القائم على التشريع يشيع ؛ بشيوع القضية في المجتمع , ويصبح
السلوك المترتب عليها عادات يمارسها كافة أطياف المجتمع كسلوك شائع متعارف
عليه ؛
) : عذاب يشعر به , ولكنه غر مرئي ؛ أو غر معروف عذابا يليق عذابا نكرا (
الطلاق - 9 – ) فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرابمن أنكر , واستكبر ؛ (
: الفاء للسرعة ؛ فشقت بآثار سوء تصرفها الذي تعارض مع أوامر الله ونواهيه ؛
فنشأ عن ذلك الخسارة ؛ والخسارة : دائما تأتي عن نعمة مستهلكة في غر ما ينفع ؛
ونتيجة غر مأمولة , أو متوقعة ؛ دل على الخسائر الناتجة عن تفشي ظاهرة الطلاق
بالمجتمع – مع مخالفة أحكامه الشرعية ؛ وما ترتب عليها ؛ ستعمل على تحويل
النسل المنتج للقوى ؛ إلي ضعف في الروابط , والأخلاق , والسلوك , والمعاملات بكل
أنواعها ؛

: لمن خالف وعارض أوامر الله - الطلاق – –0 ) أعد الله لهم عذابا شديدا (

( وسنوضح هذه الآية في الأضرار الاجتماعية على المجتمع لاحقا )

حذر الله أولي ُي : ) فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين أمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا (
اه سابقا : من أن السلوك المخالف في تلك القضية قائم على َّالألباب ؛ وذلك لما بين
التشريع المخالف لها ؛ ثم أنظر إلى صيغة العتاب من الله لأولي الألباب :
) : لما في تلك القضية من مؤثرات تجعل الذين أمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا (
القلوب تميل , وتتعاطف , وتتدخل بما يتعارض مع عملية الإصلاح التشريعي ؛

يريد الله أن يقول للقائمين على الأمر : أنتم تؤمنون بالله , وبقدرته , وحكمته ,
وتريدون الخر ؛ فلا تحكموا بأهوائكم ؛ لأن الله قد أنزل إليكم تشريعا موجها
لعملية الإصلاح في الحياة ؛ وأنزل إليكم ؛ دل على أن ما أنزله من الذكر في متناولكم
؛ ففرق أن يقول أنزل لكم , وأنزل إليكم ؛ فلكم تعني أنه :
قد يكون لك , ولكنه بعيدا عنك ؛ ولكن إليك : أوصله عندك.