المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

وذلك يحدث في كل موقف مشابه ؛ رأى فيه الأطفال دور الأب , ولم يروا أبيهم ؛
في الحفلات , والندوات , والمناسبات المختلفة ؛ في حديث الزملاء عن آبائهم , في مشهد من
مسلسل يجسد علاقة الأب بأبنائه , في رواية يقوم الأب فيها بالدفاع عن أبناءه ؛
ة , ومتنوعة ؛ مما يجعل الأبناء يمحورون أمور حياتهم حول هذا الغياب ؛ الذي الأنماط كثر
يؤثر على سلوكهم بطريقة مباشرة , وينتزع من رغباتهم دوافع الطموح , والأمل ؛

إن الأطفال في ذلك العمر الصغر ؛ لا يجيدون معالجة القضايا , وحل المشاكل النفسية ,
والاجتماعية , فلا يملكون سوى التأثر بأنماط حياتهم ؛ من خلال المشاعر , والأحاسيس التي
تتسلل إلى نفوسهم أثناء ممارساتهم لحركة الحياة ؛ والتي يلتقون فيها بنماذج عائلية مشابهة
؛ تحظى باكتمال أسري ؛ مما يجعلهم يقارنون بينهم , وبين تلك النماذج ؛ فيشعرون بالنقص
ة التي نتجت عن امتلاك تلك النماذج لشيء لا يملكونه ؛ إنه نفس الشعور ؛ الذي يولد الغر
الذي يشعر به الطفل حينما يرى طفلا يلعب بدميته ؛ بينما هو محروم من ذلك ؛

إن الآباء بالنسبة لأطفالهم ليسوا مجرد مورد للمال ؛ ولكن يمثلون القوة , والقيادة , والحصانة
؛ التي يعبرون معها لإرادتهم , وأفكارهم , وطموحاتهم ؛ فإذا غاب الأب ؛ غابت معه دوافع
الرغبة , والأمل في الحياة ؛ غاب معه الأمان ؛ والاستقرار ؛ وحل مكان ذلك : الخوف , والاكتئاب
, والكسل , الخمول ؛