المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

(Waleed) #1

وبعد :
فتتعين القيمة الحقوقية هنا : بإتاحة السكن , والمأوى المجاور لاسترزاق الإنسان
نبذ بالعراء , ويترك للجوع , والقحط , والهلاك ؛ وذلك حق من الحقوق ُ؛ فلا ي
الإنسانية الذي إذا امتنع ؛ تسبب في تعطيل وظيفة الخلافة الإنسانية ؛


) وكلا منها رغدا حيث شئتماالتسخير , ( ––

هيأة للمعيشة ؛ تتحقق معها المطلوبات الأساسية تقتي الخلافة الإنسانية : بيئة مُ
لحياة الإنسان ؛ كما يجب أن تحتوي على المواد الأولية التي يحتاجها الإنسان
لاستثمار طاقته في الانتفاع منها , ومن هنا تأتي ضرورة التسخر :
لقمان - 20- ) ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض (


والتسخر : فيه منهجة الله لطبيعة المخلوقات على الوجه الذي يعمل على تحقيق
الانتفاع للإنسان , واستبقاء خلافته ؛ دون أجر من الإنسان لتلك المخلوقات ؛ فلا
ر له َّسخُر على المَّسخُت مع التسخر ؛ امتناع الميتأ
ت بالمقوم الذي يلي السكن ؛ فقال لذا : فبعد أن حقق الله السكن للخليفة , أ
) أي من الجنة ؛ ولفظة الأكل وكلا منها رغدا حيث شئتماسبحانه وتعالى : (
تتسع لتغطية كافة الأساليب التي يتم من خلالها نمو شيء على شيء آخر ؛
فالأول يستمد طاقته من الثاني ؛


رات العامة َّسخُوتتعين القيمة الحقوقية هنا ؛ بألا يجوز لأحد حجب , أو تعطيل الم
رات العامة : هي التي لا يمكن أن تدخل في ملك الإنسان ؛ عن إنسان ؛ والمسخَّ
وبالتالي لا يمكنه احتكار نفعها لنفسه ؛ وقد اهتم الله سبحانه وتعالى لشأن تلك
رات وأهميتها للحفاظ على حياة الإنسان من الهلاك ؛ فأخرج منها ما لا سخَّ ُالم
ت لإنسان يستطيع الإنسان الاستغناء عنه ؛ عن القدرات البشرية ؛ بحيث لا يتأ
رات : الشمس , والقمر , والنجوم , سخَّ ُاحتكار نفعها لنفسه ؛ فتدخل في تلك الم
والرياح , والأمطار , والبحار , والأنهار , إلى .. آخره

Free download pdf