المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

(Waleed) #1

وقد أثار بعض الملحدين جدلا حول وجود حلمات للرجل ؛ علما بعدم استطاعته
للقيام بعملية الرضاعة ؛ مما يجعل من وجود الحلمات عند الرجل استزادة ليس
لها فائدة , - وهذا على حد زعمهم – فلهذا الاستنكار إجابة منطقية : تدعم صدق
راد منها مزاولة ُقضية خلق حواء من آدم ؛ إذ أن : وجود حلمات عند الرجل ؛ لا ي
راد منها استنبات الأنوثة في النسل ؛ فإن لم يكن لدى الرجل ُعملية الرضاعة , ولكن ي
ذلك المكون ؛ فمن أين ستحصل الأنثى عليه ؛ وإلا فسيقتي ذلك الأمر : أن يكون
للأنوثة خلق مستقل عن الذكورة ؛ ولكن الله لم يرد ذلك ؛ فجعل الرجل مجهزا
لاستنبات الجنسين ؛ لتنشأ مكونات الأنوثة على اضمحلال مكونات الذكورة – بإذن
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم الله - ليتعين مع ذلك المفهوم قوله تعالى : (
وهو الذي ( , - 2–الروم – ) ورحمة ,أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة
الأعراف – –89- ) خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها


فيتعين مع الوظيفة الإنسانية للمرأة : تحقيق السكن للخليفة ؛ الذي إذا :


يلجأ إليه من شقاء الحركة إلى راحة السكون ؛ هذا إلى جانب تحقيق
المحتوى الملائم لموضوع التناسل ؛ كما يمتنع مع ذلك ظهور المرأة إلى الرجل , أو
عليه بالولاية , الأمر الذي يعمل على اختلاط الوظائف الإنسانية بين الرجل , والمرأة
تجاه موضوع الخلافة ؛ مما يضر بعناصر التكليف المبنية على الخلافة الإنسانية ؛


وعليه : فكما قلنا : إن مفهوم الخلافة الإنسانية ؛ يتمثل في مجموع القدرات الذاتية
اللازمة لممارسة السلوك البشري على الأرض ؛
وإن كانت تلك القدرات تستوجب العمل على تحقيق إرادة الله في الأرض , والالتزام
بشريعته , ومنهجه الإصلاحي في إعمار الأرض , وتحقيق العبادة الخالصة لله ؛ إلا أن
وظيفة الخلافة تتحقق بامتلاك القدرات ؛ لا باقتصارها على صورة العمل الإصلاحي
من الإنسان في الأرض ؛ فالإنسان المصلح تحققت فيه خلافة صفات القدرة , وخلافة
بها من الله عز , وجل ؛ والإنسان المفسد تحققت فيه قََّلَخَصفات الجمال , الذي ت
خلافة القدرة , ومخالفة صفات الجمال ؛

Free download pdf