المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

(Waleed) #1

الولاية الإنسانية


من القيم التشريعية لا تظهر أهميتها لغر المدركين لها ؛ إلا إذا تصوروا ًإن كثرا
المشهد بدونها , أو إذا تم إهمالها , أو تم تطبيقها على النحو الذي لا يتناسب مع
المراد منها ؛ مما يجلب فساد المخالفة الذي يعود بالضرر على اتساع دائرة الإهمال
المترتب على تلك المخالفة ؛
لذا : فلك أن تتخيل كيف تبدو الحياة من دون الولاية ؟ حتى تتمكن من إدراك
ه على مفهوم الولاية , وأثره على موضوع الرعاية الإنسانية , وما تحتها , ومدى تأثر
حركة الحياة بالكامل ؛
فإنه بما لا يدع مجالا للشك أن الولاية على نحو عام من المحاور الأساسية اللازمة
لاستبقاء , وتنظيم حركة الحياة ؛ فهي الوسيلة الداعمة لأداء الرسالة الإنسانية ,
وإقامة المناهج السماوية في الحياة : المتمثلة في الحفاظ على النسل , والنمو الإنساني
على اختلاف أنواعه ودرجاته - قياما - على الأهلية , والنسب , مما يساعد على
تقوية الروابط العائلية , وإقامة العلاقات الاجتماعية , والمواطنة إلى .... أخره ؛ من
مظاهر السلوك الإنساني الذي يتمثل به الصورة الفعلية للمعالجات المنطقية للعقل



  • الذي كرم الله به الإنسان على سائر المخلوقات – وجعله به خليفة في الأرض ؛
    لذا فإن الولاية تمتنع محلُ الولي عن كل غر ذي عقل ؛ كما أن الإنسان هو موضوع
    الولاية , وسببها , والمحور الرئيس لقيامها ؛
    إذ أن الولاية ترتبط ارتباطا أصيلا ؛ بموضوع الخلافة الإنسانية , والقوامة ؛ الأمر
    الذي يجعل من الولاية الإنسانية عنصرا في منتهى الأهمية ؛ لا يمكن ممارسة السلوك
    البشري بدونه
    كما تقوم الولاية على حماية الحقوق الإنسانية ؛ فمفهوم الولاية لا ينفك عن مفهوم
    الحقوق الإنسانية ؛ فبدون الولاية تضيع الحقوق ؛ وبدون الحقوق لا قيمة للولاية
    ...

Free download pdf