المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

(Waleed) #1

الولاية الفكرية الخاصة


وهي الولاية المبنية على المعتقدات , والتوجهات الفكرية الخاصة بكل إنسان على
) ولكل وجهة هو موليهاحدي , ويتعين مدلولها الشرعي في قوله تعالى : (
؛ وهى كامنة في قلب , وعقل الإنسان ؛ ولا يحاسب عليها إلا الله ؛ ما -–48البقرة -
تعدى على مبادئ , وشروط الولاية الشرعية ؛ُلم تتحول إلى سلوك م


كما أنها تتعين في اختيار الإنسان لوليه – إيمانا - بانتفاعه من ذلك الولي ؛ واللجوء
إليه فيما يخص معتقداته الشخصية ؛ دون التعدي على مبادئ الولاية الشرعية ؛
فإن كانت الولاية الفكرية الخاصة ؛ من جنس الولاية الشرعية ؛ بمعنى أن تتمثل
صورة المولاة على النحو الذي أباحته الشريعة ؛ فلا ضرر من ذلك ؛
أما إن كانت صورة المولاة على النحو المخالف للشريعة ؛ فتلك مخالفة



  • متى ظهرت في المجتمع - تقتي التصدي لها من الولاية العامة.


كما أن الولاية الفكرية تعمل من جانب واحد وهو جانب الولاية – ويتبين ذلك من
) ؛ وهو اختيار الإنسان لوليه ؛ ولا يحق لأي إنسان تنصيب نفسه هو موليها قوله : (
بتلك الولاية على إنسان أخر ؛ لما في ذلك من انتهاك لمبادئ وشروط الولاية الشرعية ؛
كما أن الولاية الفكرية تحتمل التوجه الفردي , والتوجه الجماعي ؛ وتتشابه مع
الولاية الاجتماعية ؛ من حيث توافر شرط الإيمان فيهما ؛ غر أن الاختلاف بينهما ؛
يتعين في : أن الولاية الاجتماعية تقوم على الإيمان الظاهر ؛ والولاية الفكرية تقوم
على الإيمان المبطون ؛


ولما كانت الولاية الفكرية تقوم على الإيمان المبطون ؛ فالله وحده من يحكم بها ؛
ولكن إذا ظهرت قضية الإيمان المخالف للشريعة ؛ في صورة السلوك المخالف المتعدي
؛ كان على الولاية العامة التصدي لذلك ؛ حفاظا على أمن , وسلامة الولاية الشرعية.

Free download pdf