وقد ذكر الله سبحانه , وتعالى في مقابلة الرجال قوامون ؛ فالصالحات قانتات ؛ وكان
على القياس أن يقول سبحانه وتعالى : والنساء قانتات ؛ ولكن الله عدل عن ذلك ؛
وقال : فالصالحات قانتات ؛ دل على أن الله سبحانه وتعالى : علم بأن الجدل سيكثر
في تلك المسألة , وأن معظم النساء سيعترضن قوامة الرجال ؛
فقال : فالصالحات قانتات ؛ أي أن الصالحات من النساء هي التي ستنظر إلى تلك
القضية نظرة التكامل بين الرجل والمرأة ؛ لا نظرة التعاند , وهي التي لن يغيب عن
فكرها موضوع الوظيفة الإنسانية , والرسالة التي خلقت من أجلها.
كما تعين مع ذكره لفظة قانتات ؛ الإشارة إلى الأمور المترتبة على أفعال القوامة من
أمر , ونهي ؛ وهي الأمور التي تقتي القنوت من الصالحات ؛
فالقنوت يجمع ما بين الطاعة , والرضا , والسكينة ؛ ثم قال : حافظات للغيب بما
ما استفاد المؤمن ( : سيدنا رسول الله حفظ الله ؛ ويوضح هذه المسألة حديث
ا من زوجة صالحة ؛ إن أمرها أطاعته , وإن نظر إليها سرته , بعد تقوى الله خر
- رواه )وإن أقسم عليها أبرته , وإن غاب عنها نصحته أو حفظته في نفسها , وماله
ابن ماجه –
ألا أخبرك بخر ما يكتنز المرء ؟ المرأة الصالحة ( : صلى الله عليه وسلموأيضا حديثه
) ؛ إذا نظر إليها سرته , وإذا أمرها أطاعته , وإذا غاب عنها حفظته- رواه أبو داود والحاكم –
كر من الأحاديث ؛ تتضح الصورة الإصلاحية للمرأة الصالحة ؛ المبنية على ُومما ذ
الطاعة , والرضا , وحفظ نفسها لزوجها في غيابه ؛ وبما حفظ الله ؛ أي بما شرع الله
لحفظ المرأة في تلك القضية ؛ من أوامر , ونواهي , وحدود مبينة لصورة الحفظ
على مراد الله ؛ فلا تحفظ المرأة نفسها على مرادها ؛ ولكن على مراد الله ؛ الذي
شرعه لحفظ المرأة ؛