المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

(Waleed) #1
سلامة العقل :––

ولا تكون الولاية بدون العقل ؛ فالعقل هو جوهر الولاية ؛ لما يترتب على الولاية
من حقوق وواجبات ؛ لا يمكن أن تتأتي بدونه ؛ لذا فقد خرج عن القيام بدور الولي
كل غر ذي عقل.
كما أن العقل : وهو المسئول عن إجراء المعالجات المنطقية , والاختيار بين البدائل
ده به َّ, والتمييز , وهو النعمة التي كرم بها الله الإنسان على سائر المخلوقات , وسي
عليها , وجعله به خليفة في الأرض ؛ وهو حجة الله على الإنسانية ؛ لتحقيق رسالته
, وإقامة شرعه , وتطبيق منهجه , والالتزام بأوامره , ونواهيه ؛


فلما كانت سلامة العقل هي : المسئولة في المقام الأول ؛ عن أمن وسلامة الإنسان
؛ فمما لا شك فيه ؛ أن تلف العقل , أو عدم نضجه ؛ لا يتأتي معه صلاحية العقل
لتأدية مهامه الوظيفية المسئولة عن كل ما سبق ؛
لذا : فإن الله قد أسقط التكليف بالكلية عمن لا يملك القدرات العقلية المناسبة
لذلك ؛
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك في حديثه : عن علي بن أبي طالب رضي
فع القلم عن ثلاث : عن النائم رُ قال : (النبي صلى الله عليه وسلم الله عنه : أن
؛ )حتى يستيقظ , وعن الصبي حتى يحتلم , وعن المجنون حتى يعقل
ولما كانت الولاية – موضوع الولي - مبنية على تحقق فرعيها – الرعاية , والحماية



  • في صورة القوامة المتمثلة في شخص الولي ؛ فإن : تلف العقل , أو عدم نضجه ؛ قد
    أخل بتحقيق شروط صلاحية الولاية – موضوع الولي – لعدم القدرة العقلية على
    تأدية المهام الوظيفية الواجب توافرها على هذا النحو ؛
    كر ُما ترتب على ذلك ؛ من عدم إمكانية من لديه قصور في العقل - على نحو ما ذِل
    ت له رعاية , وحماية غره ؟!- من رعاية , وحماية نفسه ؛ فكيف يتأ

Free download pdf