عية، ولم يكن اهلها ليعارضوا دخولها الجامعة طبيبة او حتى مدرسة جام
لكنها لم تفعل واكتفت بشهادة الثانوية العامة.
كنت أتمنى لو شاركتني رحلتي اليومية إلى الجامعة ومنها إلى البيت. وأن
نتقاسم السهر، أنا أرنو إليها وهي تغالب النعاس، حتى ليكاد كتابها يسقط من
نظرات كل من خيمته الدراسية التي يقيمها بين يديها، أو حتى نتراشق بال
على سطح منزله كعادة ذلك الزمن، لكنها لم تفعل. كثيرا ما تمنيت ذلك،
لكن "ما كل ما يتمنى المرء يدركه...".
لم أكن أكبر من "بثينتي" كثيرا، فقد كنا متقاربين في العمر، لذلك كانت
بقة تماما، ولذلك توقع لنا أفكارنا ورؤانا متقاربة، إن لم تكن منسجمة ومتطا
الاهل والأحباب حياة زوجية سعيدة تظللها راحة البال ويسعد روضها
طفال. كنا نمني النفس أن يكونوا ستة، ثلاثة صبيان وثلاث بنات. هكذا أ
كان بعض حلمنا المشروع، وقد عشناه حتى آخر قطرة من حلاوته وعسله
وعذوبته.
براري قريتنا، نراقص الأزهار البرية، كان فصل الربيع يأخذنا بعيدا في
الحميضة" وسواها من نباتات تجود بها الأرض ونبحث عن "السكوكع" و"
علينا...أما فصل الصيف فكان موعدنا مع الأهل في كروم التين والعنب
وحصاد القمح وعلى البيادر، وفي حقول التبغ. كانت حياتنا قروية بسيطة،
طيبة بامتياز.
ن فكان له طعم خاص...كنا نتبارى إن حل في موسم أما شهر رمضا
الزعتر البري في جمع أكبر كمية ممكنة من ذلك النبات الطيب مؤونة
عللشتاء، كان وقت الصيام يمر دون أن نشعر به، نحمل في جيوبنا بض
الإفطار ونحن منشغلون في موعد حل إنحبات من التمر نفطر عليها
قطاف الزعتر.