الأول الفصل
لملمت أشتات نفسي وركبت سيارتي مطلقا لها العنان، تتلوى على الطريق
كثيرا من عمري، لكن عكما يتلوى الألم بين ضلوعي، وأنا أقطع دربا قط
وقع اجتيازه هذه المرة كان له شعور من نوع مختلف، اقتطف من عيني
العنان للذاكرة كثر من دمعة ومن القلب غصة تتلوها غصة، عندما أطلقت أ
تصول وتجول في حطام ما تبقى من مشاعر أجهد النفس كي أبرر
إنسانيتها.
في شهر يونيو من سنة مضى عليها ثلاثون سنة، هي عمر زواجي الأول،
كنت أقطع هذا الطريق بعد منتصف الليل بقليل، تغمرني الفرحة والسعادة
صدقاء وإلى جانبي حبيبة وأنا جالس في المقعد الخلفي لسيارة يقودها أحد الأ
العمر وقتها...زوجتي، ونحن نمني النفس ببداية مشوار حياة طيبة نبدأها
سويا...وبالرفاء والبنين.
في فجر ذلك اليوم...وفي فرح طفولي تجلله براءة الأزواج حديثي العهد
بنعمة "القفص الذهبي"، كنت أختلس النظر إلى محبوبتي، فتختلط نظراتها
، والبسمة أعمق من الكلام، تحاكي القلب كلانا م" بنظراتي، يبتس"المتلبسة
والعين، كيف لا وقد عاهدنا النفس على الإخلاص في الحب والسعادة
والشقاء، بمعنى أشمل في السراء والضراء. إنها بداية الحياة الزوجية
و"الشعارات" ضرورية لتتويج سعادتها. هكذا كنت أشعر باعتقاد فطري،
أسطر قصتي باعتقاد رسخه الواقع...آه كم أعاني في الواقع. وهكذا
أكاد أغرق في حلم عمره ثلاثون سنة، وربما أغرق نفسي فيه بمحض
إرادتي.