ن أسر وتاد حب زرعته، وأمل بنيته، فك وثاق سفينتك مأحرير. اقتلع
مرفأي فبحري كله ضباب، سراب، أخشى أن تتحطم سفينتك فوق أمواجه
الجدباء...ارحل...ودعني أرحل.
كانت ليلة طويلة، أحسست فيها حتى بالغربة عن نفسي وعن شريكة
عمري، وهي تدفعني للاقتران بأخرى "ذات خصوبة" قادرة على أن
تى أن تطلب الطلاق، ودون ح ك،و أن تقصد ذلأتمنحني ولدا دون أن تدري
فلم يسمح لها خجلها وحزنها بذلك وربما تركت تقدير الأمر للظروف.
هكذا سارت بنا الأيام بعيدين عن بعضنا، غريبين عن مشاعرنا وحبنا
وحياتنا الأولى، متنكرين للماضي الجميل وقصة الحب التي نسجناها معا
ل التبغ، وعلى في كروم التين والعنب والزيتون، وعلى وقع غرس أشتا
صوت ماء نهر قريتي يؤنس مسامعنا، وعلى بيادر القمح على مشارف
الضيعة، نسترق السمع إلى دقات قلبينا ونحاذر أن تكشف العيون لغة
عيوننا، هناك حيث كان الأمل معقودا على حياة زوجية جميلة ترفع
أشرعتها تحت سقف واحد.
المظلم من نهاية. تحملت، صبرت، كثيرا ما تساءلت...هل لهذا النفق
ن ترى وردة جميلة تذوي وتذبل، أمر السهل واجهت، قاومت، لم يكن بالأ
وقد انتزعت نفسها من تربة حياتها لتموت من دون لون ولا رائحة، وهي
التي كانت تعطر برائحتها الأجواء بل والحياة.
عد للتين تعطلت لغة الحب. جف النهر. يبست عروق أشجار الكرمة. لم ي
الطازج المقطوف من أكمام الشجر طعم ولا لذة، كم من صباحات حملتنا
ونحن نحمل سلالنا لنأتي بها الى البيت محملة ،سويا إلى تلك الكروم
بالخير...والحب بألوان العنب الأبيض والأحمر.