في اولا...مبروك لكم سعادتكم، إن شاء الله يكون ولدا صالحا، يتربى
حياتكم، عبارات كثيرة سمعتها وأنا احمل وليدي وأدخل به دار اهله، كلمات
وعبارات كانت تدغدغ مشاعري وتلفني بالفرحة والسعادة.
مضى من الأيام عشرون...ثلاثون...خمسون...تسعون وأنا منشغل
بمولودي البكر وبأمه كل الانشغال، حتى أنني نسيت واجبي تجاه الحبيبة
ه أناس لهم علي حق الواجب والتكريم والمحبة، ولا أزال حتى الأولى، تجا
اليوم أخجل من نفسي كلما تذكرت تقصيري في أداء الواجب الذي سرقني
منه ابني الأول، لقد سرقني حتى من نفسي.
في الساعة الخامسة من عصر أحد الأيام، وكان وليدي على وشك اختتام
داعبه في حضني وأنا أتمشى به في شهره الثالث، كنت أحمله بين ذراعي وأ
بكل سعادتها على الكرسي الهزاز وبين يديها حديقة المنزل ووالدته تتكىء
جسم طفلها، لقد كنا في أواخر فصل مغزل صوف، تحيك بلوزة تدفىء بها
الصيف، والخريف يطرق الأبواب.
بسرعة طرقة على الباب خفيفة. إنها هي. انتفضت مشاعري. بدأ قلبي يدق
غير معهودة. صعد الدم إلى قمة رأسي. طرقة ثانية وثالثة. أعطيت
الرضيع لأمه وأسرعت ناحية الباب متعثرا بارتباكي...وفتحت.
طالعتني بمسحة الحزن المعهودة على وجهها الذي غص بالدمع. استقبلتها
حاول مقاومة خجلي، أمسكت يدها ودخلنا. أنا أو
.خته ووثقته في سجل ذكرياتير الذي أ لن أنسى ما حييت ذلك المشهد
الزوجتان تلتقيان للمرة الأولى تحت سقف واحد وبحضوري. لا أزال أتذكر
نا أارتباكي بالرغم من محاولتي المستميتة الإمساك برباطة جأشي و
المشهود لي بذلك. أما هي فقد تغلبت على الموقف بديبلوماسيتها المعهودة،