حديثها مع نفسها سمعت طرق الباب فاسترقت النظر من هوة
النافذة الفارغة فإذا بسيارة بيضاء أمام الباب وابنها يمشي نحوها
وزيتونه تصرخ بعالي صوتها له تخبره بأنها تلك السيارة نفسها
التي أتت بالمس فتذكرت أم الدلل لحظة مغادرة زوجها بل
عودة في مشهد مشابه سيارة بيضاء ذات صوت منفرد عن بقيه
السيارات التي أصبحت هاجس لها بعد تلك الحادثة حتى إنها
تخيلت إن ابنها هو زوجها بملبسة الداخلية حين ذهب ليفتح الباب
عندما دخل ثلثة أشخاص وأخذوه علي حالته الشبه عارية دون
رجعه فتجمدت في مكانها تعيش خيال ماضيها مذهولة وخائفة إن
يعيد الزمان نفسه ثانيه فإذا بأحد يدخل يلقي السلم علي كندة
ويسلمه ورقة صغيرة ويقول له عليك أن تأتي في هذا العنوان غدا
سننتظرك في المكان المكتوب هنا وارجوا أن تأتي لوحدك ودعة
ثم خرج وتحركت السيارة فهرعت أم الدلل إلي الباب وسط
اندهاش ابنيها وألقت نظرة علي السيارة وطنطنت بكلمات لم
يفهمها احدهما وأغلقت الباب وعادت للمطبخ حملت الطعام
وجلست مع ابنيها لتناوله ودب الصمت والهدوء المكان حتى
كسرة كندة بصوته الغليظ بارزا الورقة التي سلمت له وقال
انه من الشخص الذي جلب المؤن يريد أن اقابله مقابلة عمل :
ولكن لماذا هرولتي مسرعة هكذا لتري السيارة ؟
رفعت رأسها ببطء موجهه نظرها نحو السماء لتمنع دموعها
المحبوسة من النزول
! أتذكرون كيف ذهب أبيكم قبل ست أعوام ولم يعد حتى ألن
لقد استرجعت ذلك المشهد وأنا أراقبك متوجها نحو الباب
فأرجح كل منهما رأسه يمينا ويسارا نفيا
كنا ننتظر عودة أبيكم من العمل وأنتما صغيرين تلهوان في هذا :
الحوش لتناول وجبة الغداء سويا وفي تلك الفترة قبل مغادرته
كنت أحس بان والدكم عصبي ومتجهم وكأنه يمر بفترة صعبة ولم
يرد أن يطلعني بالمر حتى ذلك اليوم عندما عاد واستبدل بدلته
العسكرية وبقي باللباس الداخلي الذي يلبسه تحت البذلة
العسكرية وكان عبارة عن سروال أسفل الركبة بقليل وفانلة
a. alkarim rahal
(A. Alkarim Rahal)
#1