رواية الكركور-عبد الكريم رحال.docx

(A. Alkarim Rahal) #1

المكدسة هناك من أحذية وملبس وبعض أدوات الطعام القديمة
وتارة تنبش التراب إلي أن لمست سطح ذاك الصندوق الصغير
التي تبحث عنه فوجدته شبه مدفون أخرجته عنوة حتى تساقطت
بعض أجزائه بجناية النمل البيض والزمان عليه نفخت منه الغبار
وفتحته لتخرج زجاجة العطر الفرنسية الصغيرة التي تكني لها
مكانة رفيعة في حاسة شمها فتحتها ووضعتها بالقرب من انفها
المكور لتتأكد إنها مازالت كما كانت علي زوجها ثم أغمضت
عينيها حينها استرجعت شريط ذكرياتها حيث كان كنودة يدللها قبل
الزواج يتسلق الشجار الشاهقة في القرية ليراقبها عندما تخرج
() لجلب الماء من الزرقة بحي حجر ألمك أو المضخة الدونكي
وعندما كان يأخذها لتسلق الجبال ليل و القمر بدرا يتوسط
السماء ليتسامروا ويتبادلوا القبلت الجبلية داخل كرآكيرها
الجوفاء بينما بقية الشباب منهمكون في ممارسة اللعاب التراثية
عل صوت ابنها الغليظ ليقطع جمال الماضي ويعيدها إلي مأساة
, , الحاضر طالبها بتترك العطر إن لم تجده فهو سيذهب بدونه
ابتسمت من أعماقها وحضنت زجاجة العطر موضع قلبها وخرجت
مدتها له قائلة
هاهي مازالت كما كانت :


. وضع القليل منها ثم شكرها وخرج
بينما كان يمشي وله أكثر من ساعة شعر بان هناك من يتبعه
بعربة كان قوي الملحظة وحاد الذكاء أراد أن يتأكد من ذلك ,
التتبع اخذ أول شارع علي يمينه ثم علي يساره مباشرة وواصل
المشي كان ذلك في حي المهندسين يتلفت كل لحظة خلفه وبعد
أن قطع أربعين مترا علي القل ظهرت السيارة خلفه تسير ببطء
فدخل احدي المحلت التجارية الكبيرة علي بناية فرقة سلح
المهندسين ديزي سوبر ماركت قرب صينية المهندسين وتظاهر ( )
ا فقد أعطي أمه ا بأنه يريد شراء شئ ما لكنه ل يحمل قرشا واحد
كل ما تبقي له من النقود التي جناها من بيع ادوات تنظيف
الحذية بعد ان وافق بائع الماء علي طلبه ركز نظراته كلها ,
باتجاه المدخل بعد أن اخفي نفسه جيدا في زاوية رؤية تتيح له
مشاهده الجميع داخل المتجر تشكك في شاب قوي البنية يرتدي
نظارة شمسية الذي دخل لتوه لنه كان يتفحص كل من بالمحل

Free download pdf