رواية الكركور-عبد الكريم رحال.docx

(A. Alkarim Rahal) #1

حزموا حقائبهم مغادرين الي حاضرة جنوب كردفان كادقلي التي
تبعد حوالي خمسمائة وتسعة وثمانون كيلومتر عن الخرطوم بعد
ان وافق العم عثمان علي شرط امه وأعطاه رسالة خطية لحد
اصدقائة هناك ركبوا البص والحنين يمل قلب امهم لقريتها التي
فارقتها منذ زمن طويل وهما مسرورين بأول زيارة بعد نضوجهم
حيث ل توجد في ذاكرتهم حيز لذكريات ذاك البلد عندما وصلوا ,
, لم يكن هناك احد لستقبالهم لعدم اخطارهم لحد بقدومهم
توجهوا لمنزل والدهم في حي حجر النار الذي يستأجر نصفه
ة في , ا سائق سيارة اجرة وهو الذي اقلهم الي وجهتهم صدف
صبيحة اليوم التالي استقلوا نفس التاكسي بعد ان اخطروا
السائق برحلتهم وابدي موافقته ومن خلل النافذة كان كندة
يراقب سكان تلك المدينة الساحرة بطبيعتها الخلبة وجبل كادقلي
الشامخ بخضرته الذي يظهر عليه نقش بالصخر البيض بارزا
للعيان باللغة العربية كادوقلي وعدد متفرق من الصخور والجبال ()
الصغيرة رغم كل ذلك فالرض من حولها مسطحة ومستوية تبرز
قدرة الخالق انسان تلك المنطقة رغم نشاطهم الدءوب ,
وسعادتهم يبدو عليهم الشحوب والبؤس الطفال نصف عراة ,
حلتهم متأنقين اما كبار , ب يركضون خلف الغنام الشباب بزاهي
السن من الرجال والنساء يرتدون الملبس الرثة الملطخه بطين
التربة الزراعية ويبدو عليهم اللمبالة بمظهرهم عندما يرون ,
سيارة اجرة تمر بقربهم والحقائب محزومة علي سقفها يعرفون
ان من بداخلها زوار جدد فيلوحون بأيديهم مرحبين ومبتسمين
حتى تبرز اسنانهم التي يظهر عليها خطين متموجين اصفرين
وكان لمعظمهم كما عرف كندة لحقا انه بسبب تردي مياه
الشرب المليئة بالمواد الجيرية اخذت السيارة بعض المنعطفات ,
والتجمعات علي الطريق الوعر ابرزها الكنتيل الذي عبارة عن ()
بقاله مواد غذائية هيكلها من كونتينة شحن البضائع الحديدية
الصلبه وحولها بعض الباعة يفترشون الرض والطاولت يبيعون
تخطوا ذلك المكان حتى وصلوا , ( ) علي قدر ظروفك وقروشك
للطريق المعبد الذي يمر بأحياء الدرجات الثالثة والثانية ثم الولي
ليري الختلف الممرحل من حيث المساكن والشوارع والنظافة
حتى مظهر هؤلء الناس في الدرجات المختلفة تماما كما حصل
معه في طريقه من البيت الي سوق ام درمان الشعبي ول

Free download pdf