رواية الكركور-عبد الكريم رحال.docx

(A. Alkarim Rahal) #1

و وأوانيه البالية فارغة (^) و وهي تنظر للمطبخ الذي يقبع امامها متها
وموقد النار المتهتك أكله الصدأ وسكنه الرماد ليس هناك ذرة من
معدتها ويسد رمق ابنيها ومن ذلك (^) و يسكت اطيطب يطبخ لب شئ
الحوش الكبير الذي تنام فيه مع ابنيها رغم البرد القارص تحوطا
منها وخوفا علي سلمة ابنائها من إن يسقط سقف الغرفة عليهم
من شدة ترهله ان ناموا تحته ومع تسلل خيوط الصبح مر عليها
طيف زوجها الذي اقتيد منذ أكثر من نصف عقد ولم يسمع عنه
أو يراه احد وكان طيفه يلوح لها تلويحه النصر بقبضة يده اليمني
وبقبضة يده أليسري يشير بسبابته إلي أبنائه أخذت تراقبه حتى
تلشي طيفه مع صفير موجة البرد العاصف فحول أفول الطيف
حزنها الغامض إلي ثورة بكاء أجش يزيد من أنينها ويرفع صوتها
تدريجيا حتى أحست بيدين ابنها البكر كندة باردة علي كتفيها
يواسيها فحضنته بكل المشاعر المختلطة المتناقضة التي اجتاحتها
:وقالت
سنموت في أرضنا العامرة الغنية بمواردها المتجددة والفانية
التي يمكنها إن تشبعنا وتشبع العالم بخيراتها وسوف نجد أنفسنا ,
ل واغني منا ا نتوسل ونتسول في وطن يدعم من هم أحسن حا
ا في التأصيل والعتراف بهوية الوطن الجديدة من ا ة وطمعا رغب
قبل النخبة الحاكمة الذين نسوا شعبهم المغلوب علي أمره
الشعب الذي ل يعرف رغد العيش إل في شاشات فضية كل
, الشياء فيه بلونين فقر مدقع وثراء فاحش وشتان ما بين الثنان
يجب إن نعود إلي قريتنا حتى ولو مشيا علي القدام فالموت
سعيا خلف شئ خير من الموت جالسا متمنيا
: فيرد كندة
ل تحزني يا أمي ساترك دراستي بالمدرسة وشغل الؤرنيش
تنظيف الحذية واحصل علي عمل كامل الدوام يقينا شر الهلك ( )
والعوذ اتدرين بالضافة لما قلتي ان هذا البلد من يحبه ويخدمه! ,


. يصبح فقيرا غبيا ومن يبيعه ويفسد فيه يكون غنيا ذكيا
وكان كندة البن البكر للحجة أم الدلل وزوجها كنودة اسود
البشرة طويل القامة قوي البنية له عضلت مفتولة وهو ابن
الثمانية عشر ربيعا هادئ الطباع وسيم الوجه رغم حده قوامه

Free download pdf