تفريغ جميع محاضرات فقه المقارن

2

الآية في حجة الوداع قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي

. ورضيت لكم الإسلام دينا )

وأكمل التشريع في مثل هذه الظروف التي انتهت فالله سبحانه وتعالى أكمل الدين

بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينزل وحي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

إذن هذه اكتملت فيه الصورة في القرآن والسنة واكتمل الدين اكتمالا تاما كما أراده

ثم أراده الرسول صلى الله عليه وسلم وقد شيدت في هذا العصر الله سبحانه وتعالى

محكماته وقواعد التشريع وأصول الأدلة بالإضافة إلى وفرة أصول الدين و

النصوص التشريعية التفصيلية التي غطت مجمل جوانب الحياة وهذا التشريع

الإلاهي هو أساس الفقه في جميع عصوره اللاحقة فلما أتى عصر الصحابة

اعتمدوا واستندوا على العصر النبوي ولما جاء التابعون اعتمدوا على ما مضى من

العصر النبوي ولما جاء الأئمة المجتهدون وكذلك التابعين وتابعي تابعيهم اعتمدوا

على هذا العصر.

ى مرحلتين وكذلك العهد النبوي تميز بمراحل ويمكن أن نقسم العهد النبوي إل

: نتاريخيتين متكاملتي

:العصر المكي. 1

من بعثة النبي صلى الله عليه في مكة حتى هجرته إلى وهي المرحلة الممتدة

المدينة وقد ركز التشريع في هذه المرحلة على دعوة الناس إلى تشريع الله

وتأسيس العقيدة وتلخيصها من شوائب الوثنية كما أعتنى بتزكية النفوس

وتجريدها من أخلاق الجاهلية والصفات المنكرة مع الأمر بمكارم الأخلاق

عن مساوئها ويلحظ أن هذه الأمور مما تتفق عليه الشرائع غالبا أما والنهي

تشريع الأحكام العملية في هذه المرحلة فقد كان قليلا وكان و كان في الغالب

كما ورد في أواخر سورة الأنعام في قولة تعالى ( قل مجملا غير مفصل

ين إحسانا ولا تقتلوا تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالد

أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما

بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون

......) إلى آخر الآيات التي في آخر سورة الأنعام

العصر المدني :. 2