تفريغ جميع محاضرات فقه المقارن

(Yasir) #1
5

ولهذا أيها الأحبة نريد أن ننبه إلى نقطة كبيرة جدا ومهمة و نحن دائما نوصي


أبنائنا وإخواننا وزملائنا وأصحابنا "يا أحبة التربية تربية أبنائنا تربية طلابنا لابد


لك أن نربيهم على الوحيين فلا توجد تربية صحيحة على غير الوحيين لا تأتي


بقضايا وأمور متشعبة وتذهب لك يمنة ويسرة أين المنبع الصافي والمنبع


الصافي هما الوحيين ولهذا أرى أنه من الضروري أن نربي أنفسنا على قضية


الوحيين " طبعا هذا الأمر ليس إغفالا لفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم


ريد التربية التي نربي عليها حتى لا يأتي متقول علينا فيقولني ما لم أقل إنما ن


هي التربية على التمسك بكتاب الله أبنائنا ونربي عليها أنفسنا ونربي عليها طلابنا


وسنة نبيه ولا شك أن أفهم العصور والقرون قرن النبي صلى الله عليه وسلم ثم


قرن الذي يليه ثم الذي يليه وهكذا.


وحيين ولهذا هم شهدوا تنزل الصحابة رضوان الله عليهم بقضية ال عنىإذن


القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك ترك ذلك في نفوسهم أثرا


عظيما فاشتغلوا بالقرآن الكريم حفظا وتفقها وعملا فعن ابن عمر رضي الله عنه


قال ( لقد عشنا برهة من دهرنا و إن أحدنا الأيمان قبل القرآن , وتنزل السورة


ى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده على محمد صل


فيها ).


عناية الصحابة رضوان الله عليهم بالسنة فسمعوا الأحاديث من فم النبي صلى الله


و وعوها حفظا وفهما كما كانت لهم احاطه بسيرته وغزواته وكان عليه وسلم


عليه وسلم وأحواله وما قارن ذلك لسليقتهم العربية ومشاهدتهم لأفعاله صلى الله


من ظروف وملابسات أثر كبير في دقة أفهامهم وما كان يشكل عليهم منها


يسألون عنه الرسول صلى الله عليه وسلم كما أنهم عنوا بتبليغ السنن لأنهم


يعلمون أنها دين واجب البلاغ للناس كافة ولهذا كانوا إذا خالف الواحد منهم سنة


كانت ظاهرة أو لم تكن ظاهرة فإنه يغضب غضبا شديدا ولهذا أثر من السنن إن


عن ابن عمر رضي الله عنه و أرضاه أو بريدة والله أعلم أنه نها رجلا عن الخلف


فرآه يخلف مرة أخرى فقال له أقول لك نهاك رسول الله صلى الله عليه وتفعل كذا


لا يكفيني فقال لقد كفى من والله لا كلمتك و الآخر يقول للرجل توضأ بالمد فقال


كما جاء عنهم رضوان الله عليهم .كان أكبر منك و أعظم لمة


فكانوا يغضبون أشد الغضب إذا خالف الرجل سنة من السنن أو حديثا من أحاديث


الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا كان قمة الإتباع.

Free download pdf