أصوات في المخيم

- تعال معنا، ول تكثر من الكلام.

اأحدهم يدي، �سحبه وال��دي من اأمرهم باقتيادي، اأم�سك ثم

كتفه:

- ل تلم�س ابني.

اإلى الخلف، ا�ستدار رئي�س المخفر، ودفعه دفعة قوية، فتراجع

األم، ولم اأن ي�سقط على الأر����س، غطت عيني �سحابة ترنح قبل

اأتمالك نف�سي فاأم�سكت بالرئي�س من ذراعيه، وهززته بقوة، هجم

اأبو طه والمختار فاأبعداني عنه، في حين منعت الن�ساء اأفراد علي

ال�سرطة الآخرين من القتراب مني. هم�س اأبو طه:

- على مهلك يا ابني! فكر في م�ستقبلك.

وتمردت اأمي، واأ�سرعت ترفع اأبي من تحت اإبطيه، وت�سرخ:

- الله اأكبر! ل تخاف الله؟ قتلته!

- لول اأنه �سيخ عجوز ل�سحبته مثل الكلب اإلى المخفر.

�ساح والدي:

- للظالم يوم!

اأمامهم، و�سط �سخط النا�س وعجزهم. تهددني واق��ت��ادوني

رئي�س المخفر:

- ح�سرتك زعيم، را�سك بحاجة لتك�سير.

تمهلت فدفعني بقب�سته:

- ام�س، يا ابن الحمار.

يبدو ه��ذه الم��رة لي�ست كالمرة ال�سابقة، ماهي علاقتك بفرج

اأهنت واأهين والدي، عليك ال�سنار؟ لي�س لي علاقة. مع ال�سلامة،

ال�ستعداد لمواجهة العقاب والعذاب، تخيل نف�سك وال�سرب على

اإلى فرج، واجههم ب�سجاعة، راأ�سك كل معذبي الب�سرية من الم�سيح

ا لتعامل كالبعير الأجرب، اأنت تتعذب وهم يتعذبون، لم تفعل جرمً

اأجلي، م�سائبنا �سك يتعذب من اأنهم لم يهينوا والدي! ق�ساة! للو

كثيرة، مخالب تنه�سنا: الفقر، والمر�س، وال�سرطة، عرفت من و�سى

اأجل محمود جا�سر، لماذا؟ ما الفائدة التي يجنيها؟ يغدو مدير بي،

المخيم؟ يعين م�سوؤول الوكالة في المنطقة؟ المختار على حق، مختار

يعمل ما ل ي�سر خلق الله.

ا:في المخفر كان مدير المخيم بالباب، قال �ساخرً

!- اأهلاً

اأدخلني ال�سرطي الخيمة ال�سغيرة، كانت اأمامه بقوة، ثم دفعني

ا فاأجابني:ا. ربطني بالعمود، قلت له باأني ل�ست كلبً خالية تمامً

- اخر�س.

ماذا تريد مني ع�سابة المدير؟ "ما انخر�ست، تحدثت في نف�سي:

اإذا كانوا لي�سوا قادرين على الإم�ساك اأنا من وزع المن�سورات. ل�ست

ل يقدر على باأحد ممن وزع��وا المن�سورات، فهل يعتقلونني؟! من

اإن�سان ولي ا ول بردعة بل ل�ست حمارً "الحمار ينط على البردعة

�ين في وظيفة كبيرة، ه��وؤلء الجهلة �ترك، واأع�اأن��ال الم�ا كرامة، غدً

�سيتقربون اإلي في مقدمتهم المدير.