أصوات في المخيم

(H.Q) #1
التفت نحونا، وقال:

- الله ي�ستر من هذه ال�سنة!

اأنه الآن حول الكانون، ينعم اأبو طه فلم نره، يبدو اأما جارنا

بالدفء، فالدخان يت�ساعد من باب خيمتهم ليتلا�سى مع رذاذ

المطر والريح. قال اأبي:

ل ي�ساأل عن ل يهتم بما يجري، قامت قعدت، اأبو طه نايم، -

�سيء.

- ماذا تريد منه اأن يعمل؟ المطر ل يتوقف والبرد �سديد.

قال برقة ونحن ندخل:

- ليتك تذهب لت�ستري الحطب من دك��ان النا�سف! يقولون

ا من حطب الزيتون. ما تبقى من الحطب الذي ا جيدً اأح�سر نوعً

جمعته اأمك اأف�سدته الأمطار.

ارتديت المعطف الذي ت�سلمته من ال�سركة، في بداية ال�ستاء.

حتى ي�ساعدك "رغب يا�سر في م�ساحبتي، فوافقت بعد اإلحاح اأمي

."على الحمل

ا، واأن ق�سة موته ًاقتربنا من خيمة فرج �سعرت باأنه ما يزال حي

مختلقة. جفلت خرجت و�سحة بيدها مجرفة، قلت:

- اأخفتني!

�سحكت، ثم قالت:

- تعال، يا �سالح �ساعدني على تثبيت المخ�سوفة، المختار نايم مع

لجمال، نوم الموت ببركة الر�سول، واأنا و�ساور نرتجف �ست الح�سن وا

من البرد.

قال يا�سر:

- حرام عليك، يا خالة!

اأنت ولد نم�س، يترك خالتك و�سحة اأم حرام عليه؟ - حرام علي

وابنها وحدهما وتدافع عنه؟

�سحكت واأنا اأم�سح الماء عن وجهي، فنهرتني:

- �سد الحبال، وثبت الأوتاد، اأنت اأنج�س من ال�سغير.

بعد انتهائنا من م�ساعدتها، دعتنا ل�سرب ال�ساي، فرف�ست

الله يحفظكم "، وتركناها ونحن ن�سمع دعاءها"قد يغار المختار"

"لأمكم!

ا�سترينا ما ا�ستطعنا حمله من الحطب، وقد ا�ستدت الظلمة،

وازداد هطل المطر. زلت قدم يا�سر، بالقرب من خيمتنا، ف�سقط

اإليه، بعدما نه�س، على الأر�س، وتناثر الحطب الذي يحمله، طلبت

الإ���س��راع بالدخول. خرج وال��دي للاطمئنان على ما ح��دث، حين

ا في الوحل، قالت له:�ساهدت اأمي يا�سر غارقً

- ل تريد اإل الذهاب مع �سالح!

اأحمل، وعدت لأ�ساعد اأنا فو�سعت ما اإلى الداخل، اأما ثم �سحبته

والدي على جمع الحطب الذي تبعثر.

تحلقنا حول الكانون، ن�سرب ال�ساي من ماء المطر، ونحم�س

الخبز على الجمر، واأمي تق�س حكاياتها، واأبي مرهف ال�سمع، كاأنه
Free download pdf