h.q
(H.Q)
#1
التفت نحونا، وقال:
- الله ي�ستر من هذه ال�سنة!
اأنه الآن حول الكانون، ينعم اأبو طه فلم نره، يبدو اأما جارنا
بالدفء، فالدخان يت�ساعد من باب خيمتهم ليتلا�سى مع رذاذ
المطر والريح. قال اأبي:
ل ي�ساأل عن ل يهتم بما يجري، قامت قعدت، اأبو طه نايم، -
�سيء.
- ماذا تريد منه اأن يعمل؟ المطر ل يتوقف والبرد �سديد.
قال برقة ونحن ندخل:
- ليتك تذهب لت�ستري الحطب من دك��ان النا�سف! يقولون
ا من حطب الزيتون. ما تبقى من الحطب الذي ا جيدً اأح�سر نوعً
جمعته اأمك اأف�سدته الأمطار.
ارتديت المعطف الذي ت�سلمته من ال�سركة، في بداية ال�ستاء.
حتى ي�ساعدك "رغب يا�سر في م�ساحبتي، فوافقت بعد اإلحاح اأمي
."على الحمل
ا، واأن ق�سة موته ًاقتربنا من خيمة فرج �سعرت باأنه ما يزال حي
مختلقة. جفلت خرجت و�سحة بيدها مجرفة، قلت:
- اأخفتني!
�سحكت، ثم قالت:
- تعال، يا �سالح �ساعدني على تثبيت المخ�سوفة، المختار نايم مع
لجمال، نوم الموت ببركة الر�سول، واأنا و�ساور نرتجف �ست الح�سن وا
من البرد.
قال يا�سر:
- حرام عليك، يا خالة!
اأنت ولد نم�س، يترك خالتك و�سحة اأم حرام عليه؟ - حرام علي
وابنها وحدهما وتدافع عنه؟
�سحكت واأنا اأم�سح الماء عن وجهي، فنهرتني:
- �سد الحبال، وثبت الأوتاد، اأنت اأنج�س من ال�سغير.
بعد انتهائنا من م�ساعدتها، دعتنا ل�سرب ال�ساي، فرف�ست
الله يحفظكم "، وتركناها ونحن ن�سمع دعاءها"قد يغار المختار"
"لأمكم!
ا�سترينا ما ا�ستطعنا حمله من الحطب، وقد ا�ستدت الظلمة،
وازداد هطل المطر. زلت قدم يا�سر، بالقرب من خيمتنا، ف�سقط
اإليه، بعدما نه�س، على الأر�س، وتناثر الحطب الذي يحمله، طلبت
الإ���س��راع بالدخول. خرج وال��دي للاطمئنان على ما ح��دث، حين
ا في الوحل، قالت له:�ساهدت اأمي يا�سر غارقً
- ل تريد اإل الذهاب مع �سالح!
اأحمل، وعدت لأ�ساعد اأنا فو�سعت ما اإلى الداخل، اأما ثم �سحبته
والدي على جمع الحطب الذي تبعثر.
تحلقنا حول الكانون، ن�سرب ال�ساي من ماء المطر، ونحم�س
الخبز على الجمر، واأمي تق�س حكاياتها، واأبي مرهف ال�سمع، كاأنه