أصوات في المخيم

(H.Q) #1
ا، واأ�ستمع ًاأقراأ حيناإلى ما تقوله ع�سرات المرات، وكنت لم ي�ستمتع

ل يغير ما يجري �سوى ا�ستداد الريح، ولمعان البرق، وق�سف ا. حينً

الرعد. عندئذ تخفق قطعة ال�سادر التي تف�سلنا عن الطبيعة،

وتتوقف الأل�سنة، وت�سفر الوجوه، وتت�سع حدقات العيون.

ت ّا الخيمة، فاأنقبل الغروب توقف المطر، ثم �سقط البرد �ساربً

اأج�سامنا، و�سرنا نلهج بالدعاء اإلى اأنينها تقل�ست اأعمدتها، ومع

اأن ينقذنا من هذه الهجمة، واحت�سن والدي العمود الأو�سط، الله

وان�ساب يدعو:

اأوتادها، ومتن - اللهم، يا حامي البيت احم هذه الخيمة، وقوي

حبالها، اللهم ا�سترها علينا، يا رب، واأبعد عنا �سر هذا ال�ستاء!

اإليه نظرة د، �سحك يا�سر، نظرت �سكنت الريح، وانقطع البرَ َ

ا باأ�ستار الكعبة يناجي ربه لوم لعله تخيل والده عبد المطلب، متعلقً

اأن يحمي بيته، من غزوة الأحبا�س.

ا، كان اإلى المرحا�س، وتركت باب الخيمة مفتوحً ذهبت فاطمة

الثلج ي�سقط بغزارة، عادت ونتف الثلج على ملاب�سها.

- الثلج. الدنيا تثلج.

ا عدا اأبي الذي كان يتمتم من دون وعي:فرحنا جميعً

- اللهم ا�ستر!

في ال�سباح، انتعلت الجزمة التي ا�ستريتها في الأ�سبوع الما�سي،

اإلي بت�ساوؤل. ولب�ست المعطف وحملت المجرفة. راأيت والدي ينظر

قلت له:

اإني �ساأزيح الثلج عن الخيمة لئلا نندفن تحته. وخرجت -

ومازال الثلج يندف كاأنه خيوط قطنية تحاول و�سل ال�سماء بالأر�س.

اأجزاء الق�سبان ل يدل عليها غير وبدت بع�س الخيام كاأكوام الثلج،

الحديدية التي في اأعمدتها، والأبخرة الكثيفة التي تت�ساعد منها.

عندما اأنهيت عملي، جل�سنا نتناول طعام الإفطار، قال اأبي:

- اإذا ا�ستمر الجو على هذي الحالة يموت النا�س تحت الخيام.

قالت اأمي:

- يا رب يكفينا من العذاب �سياع البلاد!

قالت فاطمة:

- ا�ستغفري الله يا اأمي.

قال يا�سر:

ا.- اأمي تكره الثلج وتعتبره �سرً

�ساحت اأمنا بغ�سب:

- الله اأكبر �سرنا كفرة بعيونكم!

ا. تعلق والدي بالعمود ا�ستمر ندف الثلج، وا�ستدت الريح كثيرً

ا. وانزوى يا�سر وفاطمة بالقرب من اأمنا. ًالو�سط ليزيده قوة وثبات

اآيات من القران دون تركيز. في حين كان عودة في ح�سنها وانا اأقراأ

اهتزت الخيمة، ثم علا �سوت ان�سراخ العمود الأو�سط. �ساح والدي:

- يا �ساتر! العمود، يا �سالح!

ا.اأ�سرعت نحوه لم يكن ال�سرخ كبيرً
Free download pdf