أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأ�ساهد واجهة الم�سجد وبع�س الن�سوة ينتظرن. قلت في نف�سي، واأنا

لو ي�سقط تكتمل الم�سيبة! "الأمامية المت�سققة:

غ�ست قاعة الم�سجد الوا�سعة بالنا�س بع�سهم يجيئون ويروحون

و�سط �سراخ الأطفال وبكائهم واآخرون متكومون حول بوابير الكاز،

وفي الجو انت�سرت روائح الطعام، مختلطة بروائح الدخان، وبراز

الأطفال والعجائز.

ا نحط فيه، فوقفنا بالباب، بالقرب منا كانت امراأة لم نجد مكانً

اأح�س ال��زوج بواجبه فاأبعد زوجته وزوجها وطفلاهما النائمان.

اأغرا�سهما حتى ات�سع المكان، فاألقينا اأنف�سنا ، ولملم والطفلين قليلاً

وما نحمله في تلك الم�ساحة ال�سغيرة.

اأمي ال�سرة عن راأ�سها، اإلى باكورته، ورمت ا جل�س والدي م�ستندً

ثم و�سعت عودة على الأر���س، فانطلق بال�سراخ. قلت في نف�سي:

. وتناولت البابور "يحتج على المكان، بعد قليل يعتاد على الجو"

واأ�سعلته، انت�سر الدفء، تخفف يا�سر وفاطمة من ملاب�سهما، اأما

عودة فلم يتوقف عن البكاء، قال اأبي:

- الولد جوعان يا �سبحة.

ا، ق�سمت منه قطعة، واأعطته اأخرجت رغيفً اأمي ال�سرة، فتحت

اأبعدها عنه وا�ستمر بالبكاء، لم تدر كيف ت�سكته، فو�سعت اإياها،

اإليه والدموع تن�ساب على وجنتيها. حاولت يدها على خدها، ترنو

اأ�سرع والدي، حمله اإ�سكاته فلم ي�سكت، كما حاول يا�سر وفاطمة

بين يديه:

- �ساأرميك في المطر والبرد!

تعلقت اأمي بهندامه ثم اختطفته منه.

- ا�سبر يا �سلامة! اتركنا بهمنا!

وم�سى وقت طويل حتى �سكت وراح في النوم.

دخ��ل ال�سيخ قا�سم ينف�س الثلج عن ملاب�سه. وق��ف بالباب،

اإن ال��روح مازالت ت�سافحنا، ثم �ساألني عن الخ�سائر قلت ل��ه:

:بالأج�سام. اأما الممتلكات فتحت الثلج، ابت�سم قائلاً

�س، خرجنا من البلد، وقد تدمر ّ- المهم الحياة، وكل �سيء يعو

كل �سيء، و�سرعان ما بداأنا من جديد.

تدخل الرجل الذي اأ�سبح جارنا، و�ساأل ببرود:

- هل �ستقيم �سلاة الظهر، يا �سيخ قا�سم؟

اأن نقيم �سلوات الجنازة حتى نقيم �سلاة الظهر، - لم ن�ستطع

كثيرون ماتوا من البرد، ودفنوا دون اأن ي�سلى عليهم.

في هذه اللحظة، انطلقت الم��راأة التي قبالتنا بالنحيب. قالت

اإنها تذكرت طفلها الذي مات من البرد، وتركته تحت الخيام، اأمي

وجاءت مع زوجها وبقية اأولدها اإلى الم�سجد، قال الرجل:

- ل حول ول قوة اإل بالله! لم اأعلم هذا اإل الآن.

واجتمعت اأمي وزوجته على المراأة تهدئانها.

اأمي في اأح�سرته تناولنا الع�ساء قبل المغرب، من الخبز الذي

اإخوتي، فاألقت ال�سرة، ثم وزعنا ما تبقى على جيراننا الجدد، ونام
Free download pdf