أصوات في المخيم

(H.Q) #1
136

اأمي اللحاف عليهم. حين جاء الليل انت�سرت بقع ال�سوء في اأنحاء

الم�سجد، ينبعث بع�سها من ال�سراج والم�سابيح اليدوية، وبع�سها

من مواقد الحطب وبوابير الكاز، نام والدي وهو جال�س، ومتلحف

اأن��ا فاحت�سنت البابور بحب بالبطانية، وكذلك نامت اأم��ي، اأم��ا

وتقدير، لأنه الوحيد الذي يتحدى البرد، ويواجه الطبيعة.

اأحنيت راأ�سي على في منت�سف الليل، الت�سقت باأمي كطفل،

كتفها، ونمت و�سط ال�سو�ساء التي لم تتوقف، بعد قليل تحركت،

وتركت راأ�سي يترنح، فا�ستيقظت. �ساهدتها تتحدث مع جارتنا اأم

اإلى الم�سجد، اأن خيمتهم قد انهالت، وجاءوا طه. ا�ستطعت معرفة

اإلى مغارة اأبي زهرة فانتقلوا وهم الآن في الزاوية المقابلة. واأما دار

في الجبل مع دار اأبي عي�سى وقد نفق حمارهم، وتهدمت خيمتهم.

اأن الوكالة �ستوزع على من في الم�سجد الموؤن في ال�سباح اأ�سيع

والبطاطين، وفي التا�سعة و�سلت �ساحنة فيها مواد تموينية، تدافع

اإليها النا�س غير مبالين بالبرد والثلج، لم يبق في الم�سجد غير ال�سيوخ

اإخوتي واأمي، لم ي�ستطع يا�سر وفاطمة التقدم والأطفال. خرجت مع

ا.في الزحام، فوقفا بعيدً

�سرخ اأحد العاملين اللذين يوزعان الأغذية:

- متى نتعلم النظام؟

اأجاب العامل الآخر:

- ماذا تنتظر منهم؟ لجئون.

قالت عجوز:

1

ل تخجل من كلامك!؟- واأنت -ما �ساء الله عنك -من بلا2 بر,!

اأجاب بلهجة ندم:

- والله اأنا لج` مثلك يا خالة.

اأرغفة، و�سندو‘ معلبات، وعدنا ا�ستطعنا الح�سول على ب�سعة

فرحين اإلى الم�سجد.

بعد قليل توقف الثلn، وانهمر المطر، �سيطر الهدوء على الجميع،
قال اأبي:


  • ربما يتح�سن الجو، ونعو2 اإلى ا³يام.
    قلت:

  • يكفي ما نزل من مطر، وما اأ�سابنا من بر2.
    اأح�سان Ä�‘، وتبعه ق�سف الرعد، ه��رب الأط��ف��ال اإلى لمع ال�
    اأماكنهم، وتعلقت العيون بباب الم�سجد. اأمهاتهم، وتقوقع ال{سيوu في
    اأمي تهدa عو2,، بينما وقف يا�سر وفاطمة بجانبها يلتهمان �سرعت
    ا من جبنه الق{سقوان التي وزعت علينا.قطعK
    ا، ا، فنمت قبل المغرب والمطر مازال منهمرK غ{سيني النعا�س مبكرK
    ا�ستيقظت في منت�سف الليل، �سمعت هم�سات مبهمة، لم اأعرŽ
    م�سدرها، يغيبها هدير الماء في الوا2ي، اأ�سفل منا، نظرت اإلى اأمي
    اإلى الحائط، تذكرت �سعا2، هل بقيت كانت نائمة، م�سند, راأ�سها
    اإلى الكهوŽ القريبة! لماذا ل اأذهب اأم انتقلت «ت رحمة الطبيعة
    للاطمئنان عليها؟ ت�سن عليك بكلمة وت�سخر منك بابت�سامتها

Free download pdf