أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأعطيه ما بقي في ذمتنا. رفع راأ�سه، تمتم اإني جئت كي قلت له

اأن تناوله علبة من اأمر زوجته بكلمات ناعمة وب�سوت �سعيف، ثم

ا، فتحه، وقدمه ا �سغيرً اأخرج منها دفترً على الطاولة التي بجانبها،

ب�سوت وا�سح:اإلى ابن اأخيه منذر قائلاً

- اقراأ ما بقي عليهم.

اهتم منذر بالقراءة وح�ساب الدين المتبقي، في حين ان�سغل

هو في �سحب بطاقتنا من بين البطاقات الكثيرة التي ازدحمت بها

العلبة، �سحبها وهو ل يقراأ ول يكتب، اإنها الخبرة.

قال منذر:

ا.- مطلوب منهم ديناران وخم�سة و�ستون قر�سً

اإ�سماعيل المبلغ، فاألغى منذر ال�سفحة التي ع��ددت على اأب��ي

خ�س�ست لديوننا. قال اأبو اإ�سماعيل باأنين:

- قل لوالدك يا �سالح، اأن ي�سامحني.

"يكفيك الدنيا، اترك لنا الآخرة"اأجبته في نف�سي:

اأزاح��ت فاطمة الغطاء عني، فتحت ��ار في ال�سباح يوم من اأيّ

اأذيال الليل في الخيمة، ولمبة الكاز الجديدة التي عيني، ما زالت

ا�ستريناها من دكان عثمان النا�سف تجاهد لطرد الظلام، �سحبت

الغطاء فوقي، عادت توقظني:

- انه�س، الك�سل ل يطعم الخبز-كما تقول اأمي.

تربعت على الفرا�س، وراأ�سي يترنح من النعا�س، وعيوني مغم�سة.

- �سحوت يا �ستي، ماذا تريدين الآن؟

قالت اأمي:

- اأمرك لله، تعرف فاطمة كيف ت�سحيك.

اأتثاءب. اتجهت نحو الزير، تبعتني فاطمة لت�سكب الماء قمت واأنا

على يدي، �سكرتها ثم قلت:

ا تحلمين بالمدر�سة.- اأراك ن�سيطة يا منحو�سة، دايمً

ا، و�سعت المن�سفة على كتفه من نهو�سه باكرً وجاء يا�سر م�ستاءً

ثم قلت:

.- �سنرى من يخرج اأولً

عندما عدت �سمعت اأبي:

- الله ي�ستر من هذا الحلم!

قالت اأمي:

- والله يا ابن الحلال، حلم الليلة ما حلمت مثله بحياتي!

قلت لها:

- وماذا حلمت يا اأمي؟ ق�سي علينا ما راأيته.

قال والدي:

اأحلام الأولياء، ت�سدق اأمك مثل اإ ان �ساء الله! اأحلام - خيرً

مرات كثيرة.

قالت اأمي:

- ل اأق�سه مرة ثانية.
Free download pdf