أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اإلى الم�ست�سفى تخيلت فاطمة توقظني في ال�سباح، اأن ن�سل قبل

اأو تلعب، نائمة اأو وت�سكب الماء على يدي، تمنيت روؤيتها ت�سحك

اأو... ثم انتابني �سعور بالأ�سى والمرارة، ف�ساألت اإلى المدر�سة ذاهبة

قلت لأمي: "اإلى متى يلاحقنا البوؤ�س والموت؟"نف�سي:

ا، قتل كثير من �سباب المخيم!- طبعً

- �سمعنا عن ع�سرة قتلوا، اأما الجرحى فلا ت�ساأل.

اأن عمود الخيمة قد انك�سر، فرجع اأمي: حلمت تذكرت اأحلام

والدي يومها، وظهره يوؤلمه من كثرة ما حمل من حجارة. حلمت اأنها

فوق �سجرة تين تلقي من ثمارها علي، في ال�سباح كنت من الناجحين

في المترك، وها هو حلمها باأنها راأت فاطمة ياأكلها الوح�س يتحقق،

اأمام مكتب ال�ستعلامات فت�سقط فاطمة بر�سا�س الجنود. تركتها

اأبا ع�سبة، وقلت له اإلى ق�سم المحا�سبة حيث راأيت �سديقي وعدوت

اإن فاطمة قد اأ�سيبت في حوادث المخيم، فقال:

اأدخلوا اليوم، ولم نتعرف على معظمهم، - كثيرون من الجرحى

اطمئن اإن �سا الله تكون بخير!

اإلى الطابق العلوي حيث غرفة العمليات. كان والدي �سعدنا

ا يديه على ع�ساه، اتجهت نحوه، في حين ا على مقعد �سابكً جال�سً

دخل اأبو ع�سبة اإحدى الغرف.

قلت:

- امتحان جديد، يا اأبي!

اأجاب بثقة:

- كل المتحانات ننجح فيها باإرادته تعالى!

قالت اأمي:

- حلمي تحقق.

قال اأبي ب�سجر:

- اآه من اأحلامك، يا �سبحة!

�ساألته:

ا عن �سحتها؟ً- هل قالوا �سيئ

- قال الطبيب اإ�سابتها ب�سيطة.

ا.عاد اأبو ع�سبة فرحً

- اطمئنوا، فاطمة بخير. �ستجرى لها عملية �سهلة لإخ��راج

ر�سا�سة من �ساقها.

في هذه اللحظة اندفع م�سراعا باب الغرفة، وخرج طبيب �ساأله

اأبو ع�سبة:

- كيف حالها الآن يا دكتور �سمير؟

- بخير. الر�سا�سة لم ت�سب العظم، �سهر وتتعافى.

اأطل ال�سرير المتمددة عليه اأخرى، ثم فتح م�سراع الباب مرة

اآخر الممر حيث انتهينا اإلى فاطمة، تدفعه ممر�ستان، تعلقنا به اإلى

اأحدهما فتاة في حوالي حجرة �سغيرة، تحتوي �سريرين، ترقد في

اأمي م�ساعدة الممر�ستين في نقل فاطمة ال�ساد�سة ع�سرة. حاولت

اإلى ال�سرير الآخر، اأبعدتها اإحداهما بلطف.
Free download pdf