h.q
(H.Q)
#1
اإلى الم�ست�سفى تخيلت فاطمة توقظني في ال�سباح، اأن ن�سل قبل
اأو تلعب، نائمة اأو وت�سكب الماء على يدي، تمنيت روؤيتها ت�سحك
اأو... ثم انتابني �سعور بالأ�سى والمرارة، ف�ساألت اإلى المدر�سة ذاهبة
قلت لأمي: "اإلى متى يلاحقنا البوؤ�س والموت؟"نف�سي:
ا، قتل كثير من �سباب المخيم!- طبعً
- �سمعنا عن ع�سرة قتلوا، اأما الجرحى فلا ت�ساأل.
اأن عمود الخيمة قد انك�سر، فرجع اأمي: حلمت تذكرت اأحلام
والدي يومها، وظهره يوؤلمه من كثرة ما حمل من حجارة. حلمت اأنها
فوق �سجرة تين تلقي من ثمارها علي، في ال�سباح كنت من الناجحين
في المترك، وها هو حلمها باأنها راأت فاطمة ياأكلها الوح�س يتحقق،
اأمام مكتب ال�ستعلامات فت�سقط فاطمة بر�سا�س الجنود. تركتها
اأبا ع�سبة، وقلت له اإلى ق�سم المحا�سبة حيث راأيت �سديقي وعدوت
اإن فاطمة قد اأ�سيبت في حوادث المخيم، فقال:
اأدخلوا اليوم، ولم نتعرف على معظمهم، - كثيرون من الجرحى
اطمئن اإن �سا الله تكون بخير!
اإلى الطابق العلوي حيث غرفة العمليات. كان والدي �سعدنا
ا يديه على ع�ساه، اتجهت نحوه، في حين ا على مقعد �سابكً جال�سً
دخل اأبو ع�سبة اإحدى الغرف.
قلت:
- امتحان جديد، يا اأبي!
اأجاب بثقة:
- كل المتحانات ننجح فيها باإرادته تعالى!
قالت اأمي:
- حلمي تحقق.
قال اأبي ب�سجر:
- اآه من اأحلامك، يا �سبحة!
�ساألته:
ا عن �سحتها؟ً- هل قالوا �سيئ
- قال الطبيب اإ�سابتها ب�سيطة.
ا.عاد اأبو ع�سبة فرحً
- اطمئنوا، فاطمة بخير. �ستجرى لها عملية �سهلة لإخ��راج
ر�سا�سة من �ساقها.
في هذه اللحظة اندفع م�سراعا باب الغرفة، وخرج طبيب �ساأله
اأبو ع�سبة:
- كيف حالها الآن يا دكتور �سمير؟
- بخير. الر�سا�سة لم ت�سب العظم، �سهر وتتعافى.
اأطل ال�سرير المتمددة عليه اأخرى، ثم فتح م�سراع الباب مرة
اآخر الممر حيث انتهينا اإلى فاطمة، تدفعه ممر�ستان، تعلقنا به اإلى
اأحدهما فتاة في حوالي حجرة �سغيرة، تحتوي �سريرين، ترقد في
اأمي م�ساعدة الممر�ستين في نقل فاطمة ال�ساد�سة ع�سرة. حاولت
اإلى ال�سرير الآخر، اأبعدتها اإحداهما بلطف.