أصوات في المخيم

(H.Q) #1
16

اأن نطلب م��ن��ه. ن�صي الم��ع��روف معه في البلد. - الح��ق علينا

الناق�س ناق�س!

اأر���ص��ه وت�صجيرها ق��ب��ل الخ���روج ���ص��اع��ده وال����دي ع��ل��ى ح���رث

باأ�صهر، تفاخرت واأنا اأ�صير بيدي:

- هذا الخبز ح�صلت عليه من �صديقي فرج.

ا ًاأمامها. تدحرجت قطع الخبز م�صدرة �صوتاأحنت ال�صلة

ك�صوت ارتطام الزبدية، ثم فاحت منها رائحة العفونة. اختارت

اأمام الخيمة. خطف القطع ال�صالحة، وطلبت مني رمي المتبقي

األقاها وهو اأ�صنانه، ثم يا�صر قطعة من يدها، و�صع طرفها بين

يبكي. قالت باأ�صى وتاأثر:

- يا�صر، ل تبك. ا�صبر علي.

اأ�صعلت ر���ص��ت الم���اء على الخ��ب��ز، ث��م� صرعت تحم�صه بعد اأن

البابور، وو�صعت عليه �صفيحة تنك قديمة.

تناولنا الع�صاء، وبعد اأن نام اإخوتي �صاألتني:

- لم اأر معك الزبدية؟

ا، م�صت:ً بقيت �صاكت

اأح�صرته من ا عليها. راح ك��ل� صيء - ك�صرتها!؟ كنت خائفً

البلد، ما بقي غير �صندوق العر�س. ك�صر الزبدية نذير �صوؤم.

اللهم ا�صترنا وارحمنا برحمتك، يا رب!

- لم اأنتبه يا اأمي. تعثرت بحجر، ف�صقطت من يدي.

1

رددت با�صت�صلم:

- انك�صر ال�صر. انك�صر ال�صر.

اإخ���وت���ي. اأم����ا اأن���ا اإلى ج��ان��ب اأط���ف���اأت ال�������ص���راج، وتم�����ددت ث���م

اأنظر بطرف عيني ا يدي تحت راأ�صي، ًفا�صتلقيت على العلية، �صابك

اآخر، وتتنهد بعمق اإليها. لم ت�صتطع النوم، تتقلب من جانب اإلى

واأحيانا تعتدل لت�صوي البطانية على فاطمة. تفكر في اأبي. اأول

اإلى المدينة يبحث مرة يتاأخر. ما الذي جرى له؟ خرج من الفجر

اإنه بدا ي�صكو من اأي عمل وظهره منحن؟ تقول اأمي عن عمل.

اأر�صنا. وبعد األم في ظهره، ونحن في البلد، من كثرة �صقائه في

خروجنا عمل في ك��روم المدينة: يقلب الأر����س، وي��زرع الأ�صجار،

ويبني ال�صل�صل الحجرية حتى هده التعب، واأحنى ظهره.

اأمي الثوب �صمح الله- ماذا نفعل؟ تقدّ لو حدث له مكروه -ل

اأنا المدر�صة قبل الح�صول على المترك. حاولت اأن وتولول، واأترك

اأن يتعر�س اأفكاري، واأ�صتجمع م�صائب كثيرة، يمكن اأ�صتطرد في

اأ�صرد تفا�صيل اأبي: الده�س والغرق، حتى النتحار حاولت اأن لها

م��ن الخيمة ربطه بالعمود، ث��م لفه على ان��ت��ح��اره: قطع حبلً

اأحد قربه، بقي يرغي ا من الكاز، ولم يكن بل �صرب لترً رقبته، ل

اإبعاد �صورة �صعاد، اأ�صتطع اأنفا�صه الأخيرة. لم ويزبد حتى لفظ

اأمام عيني، تغيب وتحل مكانها �صورة عمي كانت تتاأرجح كالأمل

اإلى خ�صرها، وزوج��ت��ه، ث��م ت��ع��ود ب�صفيرتها الطويلة المن�صابة

اأنها معي كما كانت فايزة وابت�صامتها الملتمعة كوهج ال�صراج، اآه، لو
Free download pdf