أصوات في المخيم

(H.Q) #1
تحت راأ�سي كالو�سادة، وبطانية خ�سراء باهتة ونحيفة، انزوت في

USAاأطرافها رقعة قما�س بي�ساء، لم يبق مكتوب فيها غير اأحد

، ومعطف (�ساكو) اأ�سود، كنت اأرتديه، عندما قب�سوا علي.Force

البا�س يلهث على الطريق ال�سيق، والمطر يت�ساقط بغزارة. في
اأفواه تنفث البخار في كل اتجاه، فيتراكم على زجاج النوافذ الداخل
المغلقة، يمنع الروؤية، ويملاأ المكان برائحة ال�ستاء والألفة، بينما
�سراخ الأطفال يعلو على اأحاديث الركاب وثرثرتهم.


اإلى �سيخ في مقعد خلف ال�سائق. عيناه وا�سعتان، تبدوان انتبهت
اإلهي، ترتاح على راأ�سه عمامة كبيرة، يلف لأول وهلة كاأنهما لولي
ج�سمه بجبة �سوداء فاخرة، وبيده م�سبحة طويلة. وقد حف لحيته
اأهلك �ساعتين بعد و�سبغها بعناية، واأذل �ساربيه ح�سب ال�سنة. ربما
الفجر حتى بدا في هذا المظهر.


اأنه ال�سيخ الذي عين اأني راأيته في المخيم. ثم عرفت ل اأذك��ر
اأ�سبح للمخيم �سيخان ر�سميان: ا للم�سجد الجديد. الحمد لله! اإمامً
ال�سيخ قا�سم �سيخ الم�سجد القديم، وهذا ال�سيخ. كان يتحدث مع
اإلى القد�س اأنه ذاهب ال�ساب الجال�س خلفه. فهمت من حديثهما
لي�سلي في الأق�سى، واأن��ه� سيتولى العمل، بعدما يت�سرف وزير
الأوقاف بافتتاح الم�سجد الجديد، اأثناء تفقده م�ساجد المنطقة.


تناقل �سكان المخيم، فيما بينهم، ما ك��ان من موقف ال�سيخ
بداأ �سراع "قا�سم، عندما علم بمجيء هذا ال�سيخ، وتندروا قائلين:
ا لم يرغب في تعيين �سيخ اأن ال�سيخ قا�سمً وتذكر بع�سهم "ال�سيوخ


اأن يرمم الم�سجد اآخر للمخيم، ولم يحبذ بناء م�سجد جديد. راأى

اإلى مدير المخيم ووزارة الأوقاف، ا بهذا م عر�سً ع. قدّ الحالي ويو�سّ

لاة. وحين عن تذمره في كلمة بعد ال�سّ اأحد عبرّ ولما لم يهتم به

اآمن بالله اإنما يعمر م�ساجد الله من "اأحدهم بالآية اعتر�س عليه

اإنه لي�س لله بل لل�سيطان. قال عن الم�سجد الجديد: "واليوم الآخر..

اإلى عدم ال�سلاة وراءه، واتهمه وبعد تعيين هذا ال�سيخ دعا النا�س

اأمام مركز الموؤن ي�ستري الكروت ويبيعها. بقلة الدين، واأق�سم اأنه راآه

اأن يتاجر اأجاب بئ�س التجارة اإنها تجارة يا �سيخ، وعندما قيل له

اإمام بقوت اللاجئين. وبقي على هذه الحالة حتى دعي اإلى المغفر.

لماذا تتمدد المراأة "اأمامي ح�سرت امراأة �سمينة في المقعد الذي

ابت�سمت. حتى "اأدران البطاطا بعدما تتزوج؟وتتجمع في كتل مثل

اأول مرة م�سلفعة مثل هدى تمددت وت�سخمت. كانت عندما راأيتها

عود الملوخية.

ا ا ع�سكريً بجانبي جل�س رجل طاعن في ال�سن، يرتدي معطفً

ا، فيه ثقوب عند الكتف وال�سدر، يرفع ياقته ليخفي تحتها قديمً

كوفيته وعقاله. عيناه �سيقتان، يعلوهما حاجبان كثيفان، رعاهما

ال�سيب. ترت�سم علامات الر�سا بين تجاعيد وجهه. فتح فمه فبان

اأ�سنان في المقدمة. �ساألته عن �سبب خروجه اإلى اإل من بع�س ا خربً

المدينة، اأجاب ب�سوت عال لأ�سمعه:

- الحياة م��رة يا ابني. ما بقي في البيت ول ك�سرة. �سحدت

اأن يعطينا اأجرة البا�س، وقالت اذهب لروؤية ابنك. ع�سى العجوز
Free download pdf