أصوات في المخيم

(H.Q) #1
- تاأكل التراب؟!

اإلى عيني. �سعرت اأمام وجهي. تطاير الم�سحوق ثم نفخ عليها

القوي عايب ول بد من "اأبكي. تح�سرت في نف�سي: بالعجز. كدت

رف�س باب الغرفة بقدمه، وزجني اإلى الداخل. "يوم..

غرفة �سغيرة، تملوؤها طاولة ق�سيرة باردة، وكر�سيان متداعيان.

هنالك نور يت�سلل من فوهة مثل فوهة هذه الزنزانة، يترجح بين

اأن ظهور الغيوم واختفاءها يتحكمان به. لم القوة وال�سعف. يبدو

ا اأ�سفلها خطوطً اأحول النظر عن الجدران، حين يقوى النور اأرى في

�سك تحمل ذكريات لأنا�س ا�ست�سافتهم الغرفة، وحين ور�سومات، ل

اإلى الحفر وبقايا الدهان في الزوايا وعند الباب، ي�سعف ل اأنتبه اإل

فاأح�س بالياأ�س وال�سياع. �سعرت بالبرد فتكورت في الكر�سي القريب

من الباب.

اأمي: في يوم الجمعة �ساعة نح�س تتجمع فيها ال�سياطين تقول

اأجيبها حول الإن�سان، وتبداأ في غوايته، وزجه في موا�سع الهلاك.

اأم��ي. لكن لماذا تجاوبت الأح��داث مع �ساعة النح�س خرافات، يا

اأن يريحنا تلك؟ ماذا جرى لأمي بعد اعتقالي؟ ما زالت تدعو الله

ا، وتردد: هذا الولد متعو�س، ا غانمً ًاإليها �سالممن الظالمين، ويعيدني

اأخرى، واأي ورطة هي قب�سة الجنود! اأما اأبي ينجو من ورطة ليقع في

يتح�سر: ح�سبنا الله ونعم الوكيل، ويرى غيابي وموتي في اأي فلا بدَّ

لحظة. قد يبكي وتختفي دموعه في تجاعيد وجهه.

اأحدهم في لبا�س مدني وبيده حقيبة. اأ�سقر انفتح الباب. دخل

اأخ�سر العينين، طويل، عري�س المنكبين. قوي البنية. عرفت الوجه،
Free download pdf