194
- تاأكل التراب؟!
اإلى عيني. �سعرت اأمام وجهي. تطاير الم�سحوق ثم نفخ عليها
القوي عايب ول بد من "اأبكي. تح�سرت في نف�سي: بالعجز. كدت
رف�س باب الغرفة بقدمه، وزجني اإلى الداخل. "يوم..
غرفة �سغيرة، تملوؤها طاولة ق�سيرة باردة، وكر�سيان متداعيان.
هنالك نور يت�سلل من فوهة مثل فوهة هذه الزنزانة، يترجح بين
اأن ظهور الغيوم واختفاءها يتحكمان به. لم القوة وال�سعف. يبدو
ا اأ�سفلها خطوطً اأحول النظر عن الجدران، حين يقوى النور اأرى في
�سك تحمل ذكريات لأنا�س ا�ست�سافتهم الغرفة، وحين ور�سومات، ل
اإلى الحفر وبقايا الدهان في الزوايا وعند الباب، ي�سعف ل اأنتبه اإل
فاأح�س بالياأ�س وال�سياع. �سعرت بالبرد فتكورت في الكر�سي القريب
من الباب.
اأمي: في يوم الجمعة �ساعة نح�س تتجمع فيها ال�سياطين تقول
اأجيبها حول الإن�سان، وتبداأ في غوايته، وزجه في موا�سع الهلاك.
اأم��ي. لكن لماذا تجاوبت الأح��داث مع �ساعة النح�س خرافات، يا
اأن يريحنا تلك؟ ماذا جرى لأمي بعد اعتقالي؟ ما زالت تدعو الله
ا، وتردد: هذا الولد متعو�س، ا غانمً ًاإليها �سالممن الظالمين، ويعيدني
اأخرى، واأي ورطة هي قب�سة الجنود! اأما اأبي ينجو من ورطة ليقع في
يتح�سر: ح�سبنا الله ونعم الوكيل، ويرى غيابي وموتي في اأي فلا بدَّ
لحظة. قد يبكي وتختفي دموعه في تجاعيد وجهه.
اأحدهم في لبا�س مدني وبيده حقيبة. اأ�سقر انفتح الباب. دخل
اأخ�سر العينين، طويل، عري�س المنكبين. قوي البنية. عرفت الوجه،
15
اأن@@ه 9سابط عندما حياه الجندي ال@@ذي بالباب، انت�سب اأمامي
اإلى جرÂتي، اإ· كاأÁ قاتل وال@@ده. انتبهت ك�سجرة بلو. نظر
األقى ا²قيبة على الطاولة، وطوح فوقفت. جل�س على الكر�سي،
رجليه بجانبها بينما الباب مفتوح، واأمامه في الممر جندي متحفy،
قال برقة م�سطنعة:
- اأخÁÄ ق�سة ال�سنتة، و�ساأبذل جهدي لم�ساعدتك.
اأح�سرÁ - ال�سنتة، يا �سيدي، لي�ست ·. قلت ذلك لل�سابط الذي
اأنت بقو·، وتتركني اأرجع اإلى هنا، لكنه لم ي�سدقني. ا%مل اأن تثق
اإلى البيت.
تململ في جل�سته، طقطق الكر�سي من «ته.
اإذا كانت لي�ست لك، وبالتاأكيد لي�ست لل�سيt الذي بجانبك -
ا.-كما اأفاد ال�سابط-فلمن تكون؟ قل ·. ل يفيد الإنكار �سيئً
اأجبته بهدوء:
قبل اأن - ا²قيقة، كما قال ال�سيt، ال�سنتة كانت على ال@@رفQ
½ل�س.
ا، ثم تناول ا²قيبة، فتحها رفع رجليه عن الطاولة، ونط واقفً
وهو يقول بثقة:
- �ستعترف اأنها لك.
اأخرo ورقة �سفراء �سغيرة ا، ثم تناول المن�سورات، وو9سعها جانبً
ها بحذر. تyاحمت ال�سور والأفكار في عقلي. اأيقنت اأنها بالية، ف�سQ