أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اآث��ار ف��رج. فرج ذلك ال�سديق العزيز ال��ذي غ��اب، وما زالت من

اأغوار النف�س، فاأتخيله وهو ذكراه تلح على الذاكرة، وتت�سلل اإلى

وهو يكتب في الخيمة القميئة. واأتذكر راج، ثمَ يقراأ على �سوء ال�سّ

كيف قتل على حدود بلدته كعا�سق، ولم يكن هناك من يرثه غير

اأنكر موته، خا�سة حين تعب�س الأيام، ا المختار وزوجته و�سحة. اأحيانً

بها، واأقروؤها من جديد.َّوتكتئب الحال، فاأ�سرع اإلى الأوراق اأقل

الحقيبة على الطاولة، فتناثرت محتوياتها اأني كفتُّ اأتذكره ما

من بينها اأوراق فرج. ابت�سمت بمرارة. كيف لم اأمزق الأوراق؟ لماذا

اأفكاره في عقلي؟ األم اأي �سر في الرجل حتى تنطبع ا؟ اأن�سى فرجً ل

اإن الما�سي يموت؟ فالبراعم لم تتفتح، يمت بموت الما�سي؟ من قال

ل واهنة، �لام معلقة في القلوب، والآم��ال تغيب وتغيب ثم تحّ والأح�

�سيظل فرج يموت ويحيا. األم تر كيف عادت اآثاره اإليك؟

اأبو �ساور زوجته جميلة، وتهياأت و�سحة وابنها للعودة اإليه، ق ّطل

اأن تطالب اأمي وجاراتها ين�سحنها والعي�س معه. جاءت �ساحبات

بغرفة و�سحة، حتى يت�سع البيت ويتزوج �سالح فيها.

اإلى وحدتنا. بعد خطبة هدى، وافقت الوكالة على �سم الغرفة

اإنها تركت في الغرفة بع�س الأثاث عند رحيل و�سحة قالت لأمي:

اأثاث فرج وملاب�سه، بعدها �سمعت اأمي ل تحتاجه، من بينه الذي

اأبي باأنها �ستنف�س الأثاث القديم، وت�سنع منه فر�سات تتحدث مع

وو�سائد ل�سالح وعرو�سه، قلت لها:

- اأر�سى اأن تعطيني فرا�س فرج كما هو.
Free download pdf