h.q
(H.Q)
#1
اآث��ار ف��رج. فرج ذلك ال�سديق العزيز ال��ذي غ��اب، وما زالت من
اأغوار النف�س، فاأتخيله وهو ذكراه تلح على الذاكرة، وتت�سلل اإلى
وهو يكتب في الخيمة القميئة. واأتذكر راج، ثمَ يقراأ على �سوء ال�سّ
كيف قتل على حدود بلدته كعا�سق، ولم يكن هناك من يرثه غير
اأنكر موته، خا�سة حين تعب�س الأيام، ا المختار وزوجته و�سحة. اأحيانً
بها، واأقروؤها من جديد.َّوتكتئب الحال، فاأ�سرع اإلى الأوراق اأقل
الحقيبة على الطاولة، فتناثرت محتوياتها اأني كفتُّ اأتذكره ما
من بينها اأوراق فرج. ابت�سمت بمرارة. كيف لم اأمزق الأوراق؟ لماذا
اأفكاره في عقلي؟ األم اأي �سر في الرجل حتى تنطبع ا؟ اأن�سى فرجً ل
اإن الما�سي يموت؟ فالبراعم لم تتفتح، يمت بموت الما�سي؟ من قال
ل واهنة، �لام معلقة في القلوب، والآم��ال تغيب وتغيب ثم تحّ والأح�
�سيظل فرج يموت ويحيا. األم تر كيف عادت اآثاره اإليك؟
اأبو �ساور زوجته جميلة، وتهياأت و�سحة وابنها للعودة اإليه، ق ّطل
اأن تطالب اأمي وجاراتها ين�سحنها والعي�س معه. جاءت �ساحبات
بغرفة و�سحة، حتى يت�سع البيت ويتزوج �سالح فيها.
اإلى وحدتنا. بعد خطبة هدى، وافقت الوكالة على �سم الغرفة
اإنها تركت في الغرفة بع�س الأثاث عند رحيل و�سحة قالت لأمي:
اأثاث فرج وملاب�سه، بعدها �سمعت اأمي ل تحتاجه، من بينه الذي
اأبي باأنها �ستنف�س الأثاث القديم، وت�سنع منه فر�سات تتحدث مع
وو�سائد ل�سالح وعرو�سه، قلت لها:
- اأر�سى اأن تعطيني فرا�س فرج كما هو.
قالت اأمي ب�سجر:
- فرج. فرج! ل تتعب من ذكره!؟ الله يفرجها علينا!
قال اأبي:
- هو حامل را�سه واأنت مالك؟
اأزيلت الخيام، وبنيت اأوراق فرج فجاءت بها بهيجة. حين اأما
اإلى فناء بيت الفران اأبي البيوت مكانها، ا�ستحال مكان خيمة فرج
اأمام الدار، ارتطمت ما كانت زوجته تحفر الأر�س م�سطفى. بينَ
ا، عندما عاد زوجها من اأنها وجدت كنزً ت الفاأ�س بعلبة �سدئة. ظنّ
اأر�س، و�سهادة ميلاد فرج، اأرته ما لقيته. لم يكن غير كو�سان عمله
" اأن تاأتي بها اإليَّ و�سهادة جامعية واأوراق وق�سا�سات. طلب اإليها
."ا ي�ساأل عن ما�سيه واأوراقهف�سالح �سديقه دائمً
األحظ تموج م�ساعره على وجهه و�سفتيه. رفع �سرع يقراأ واأنا
راأ�سه، و�ساألني:
- ماذا تقول هذه الورقة؟
نظرت اإليها وهي في يده، وقلت:
ا. هل تدينني هي الأخرى؟ا، ولم اأرها اأبدً - ل اأعرف عنها �سيئً
قال ب�سخرية:
���ا مكتوبة �سيء يدينك. لم تجد ال�سرطة في بيتكم اأوراقً - ل
ا تدل على جريمتك، لكن اأنت حذر لم تترك اآثارً بمثل هذا الخط.
�ستعترف..