أصوات في المخيم

(H.Q) #1
- اأعترف! اأنا بريء.

اأمام عيني، ثم رماه على الأر�س، وهو يقول:اأم�سك بالقلم، رفعه

- لي�س قلمك.

ا.والتقط الدفتر. ت�سفحه ثم رماه اأي�سً

- ول هذا دفتر. �سفحاته بي�ساء، ول يحمل ا�سمك. يبدو اأنا لن

نقدر عليك.

تنهدت بارتياح:

ل تتعب نف�سك، يا �سيدي، لي�س لي علاقة بال�سنتة ول بما فيها. -

م�سى يبحث في الج��ي��وب. عثر على �سورة بالية، تفح�سها.

اأتذكر كيف ت�سللت اإلى اأنهم و�سعوها ليوقعوا بي. حاولت اأن خمنت

هنا. ع�سرت عقلي. �سحوت على �سراخه:

- ل ت�ستطيع الإنكار. اإنك تعرف �ساحبها.

اأنكرها تناولتها بيد مرتع�سة. انخ�سف وجهي. هل اأق��در اأن

اإليها. كم حملني على كتفه وهو يحرث! كم �سقي ا؟ حدقت اأي�سً

اأبي �ساأنكر �سورتك في يوم الح�سر حتى انحنى ظهره! �سامحني يا

هذا.

اأختي فاطمة، �سرت حملات بعد المظاهرات، التي جرحت فيها

تفتي�س على الهويات على مدخل المخيم وفي المدينة. قال والدي

ونحن ذاهبان اإلى الم�ست�سفى:

اأقول لهم؟ لن يرحموا - قد ي�ساألني الجنود عن الهوية. ماذا

كبري؛ �ساأنال ن�سيبي من العذاب. وفي النهاية ل بد من الهوية.

ره �ست �سور. احتفظت وّبعد الزيارة، ملنا على محل ت�سوير، �سَ

اأ�سحبها من جيبي من حين لآخر، منها فيما بعد بواحدة. كنت

اأرى �سورة بقوة عندما اإلى مكانها. اأح�سُّ اأعيدها اإليها، ثم اأتطلع

اأبي. ظلت تتنقل في جيوبي �سنوات. غارت عيناه، امحى جزء من

عقاله وحطته، وتك�سرت رقبته و�سدره. لم تطاوعني النف�س على

اأنها لم تعد �سورته، فرميتها في جيب الحقيبة، التخل�س منها رغم

اأعا�سير التنقل والإهمال كاأوراق فرج. اأنها تعلقت بها، مقاومة ل بد

لكن لماذا لم اأفت�س الجيوب؟ لماذا؟ لماذا؟

انتبهت اإليه وهو يخطفها من يدي.

- قل �سورة من..

ا ب�سراخي:فوجئت ولعله فوجئ اأي�سً

- ل اأعرف.

اأعلى، �سعرت باأني اأم�سك المعطف عند رقبتي، ورفعني اإلى

خفيف مثل ق�سة. تركني لحظة، ثم �سربني بقب�سته، و�سعت يدي

اأ�سقط، ثم نادى على الجندي، جاء ومعه على معدتي واأن��ا اأك��اد

اأحدهما �سخم الجثة، ذو �سوارب مبرومة والآخر اآخ��ران: اثنان

نحيف. اأمرهم:

- قطعوه. ا�سلخوا جلده حتى يعترف ابن الكلب.

اإلى غرفة وا�سعة، تت�سدرها طاولة كالمحفة، عليها ق��ادوني

ع�سي و�سياط متنوعة اللون، مختلفة الحجم. على الحائط المقابل

"اأولي الألبابولكم في الق�سا�س حياة يا "اآية قراآنية للباب ر�سمت
Free download pdf