أصوات في المخيم

�سوت. اإلى ماأنة كبيرة. الآن، لا. بعد فترة يتحول المكان ًي�سير اأنين

ل حركة. هل ما زلت في ال�سجن اأم في الم�سجد؟

اأحتمل. الت�سقت بالزاوية. توزع ال�سائل في الزنزانة. �سعرت لم

ا يدي تحت برع�سة خفيفة، ثم ارتحت. ا�ستلقيت على البطانية �سابكً

اأو بجانب اأمي، وهي تطرز، راأ�سي، ورجلي فوق الأخرى كاأني بجانب

الدرو�س. ثم انطلقت في اأحلامي.هدى وهي تعدُّ

اأطلق نظري اإلى �سعري ويدي. اأنقع راأ�سي في الماء، ثم اأنف�س

فوق الخ�سرة حيث التلال �سوداء و�سامخة. �سوت ناي يتهادى في

اأذني مع خرير الماء. رائحة �سعادة خفيفة تنبعث البعيد، ي�سل اإلى

اأم�سي حافي اأنه�س ثم اإلى نف�سي. من الأ�سياء وعدواها تزحف

ت عن الجدول، واأختفي بين الأع�ساب، اأتلفَّ القدمين. ابتعد قليلاً

اأبحث عن �سيء. تنبثق امراأة في المكان. هدى بدينة، حولي كاأني

اإلى الق�سر، بي�ساء الب�سرة، �سعرها الأ�سود طويل، متناثر اأقرب

على كتفيها ووجهها، عيناها وا�سعتان في �سفاء ورهبة. ما الذي

ل تقوى على اأهم�س: لعله ال�سوق. الزوجة المحبة اإلى هنا؟ جاء بها

فراق زوجها، ترغب في اأن يظل في قلبها واأمام عينيها. ترتمي...

- �سالح، طالت غيبتك.

تطوف �سفتاي تتلم�سان �سعرها، رقبتها، عينيها، جبينها، ينتهي

اإلى �سدرها، تدور فيه رائحة تحاكي حليب طفل، في�ستريح راأ�سي

على الثديين.

- هدى!

اإلى الخلف، فانف�سلت عنها. رفعت راأ�سي في خوف. راأيت مالت

ا، في الع�سرين، قال بلهجة تاأنيب:فتى و�سيمً

- عيب!

اأجبته با�ستغراب:

ها زوجتي. - اإنَّ

تعالت �سحكاته.

- زوجتك! تعالي. يا هدى عن هذا المجنون.

ا، اأبعدتني بيدها، وانفلتت نحوه، ثم تاأبطت ذراعه، وم�سيا معً

واأنا م�سدوه. زوجتي تتركني. ل اأ�سدق! ل اأ�سدق!

فتحت عيني، وبلعت ريقي. م�ستحيل، هدى ما زالت تنتظرني

اأهلها؟ كيف تدور الحياة اأم في بيت اآه، هل تنتظرني في بيتنا لكن،

بها في المخيم؟ يا الله ما اأ�سرع مرور الذكريات على عقلي!

بعد انح�سارنا في غرفتين من اللبن والإ�سمنت، �سكن بجوارنا

اإن الرجل عا�س في بلدتنا اإلى ال�سرق عائلة من المدينة. قال اأبي:

اإن زوجته لبيبة اأهلها، وقالت اأم��ي: ب�سع �سنين حتى �سار من

امراأة فلاحة، عليها نفخة، وتت�سبه بن�سوان المدينة في مط كلامها،

ل اأجابني اأبي: لعَّ اإلى المخيم، ا �ساألت عن �سر مجيئهم ّورخاوته. لم

اإلى هنا ابنهم �ساق بهم، والرجل لم يطق البقاء في المدينة، فجاء

اأن عائلته اأن بنت الوكالة المخيم، وح�سل على غرفتين رغم بعد

اأن علاقات ابنه طيبة بالم�سوؤولين في اأ�سغر من عائلتنا. ل �سك

الوكالة والحكومة.