أصوات في المخيم

(H.Q) #1
يتج�سد اأمام عيني اليوم الذي تملكتني فيه هدى.

�سحوت على هدير ب��اب��ور ال��ك��از في الغرفة الثانية. ي�ستحق

راأ�س اللعين، وتغيير عينه. اأكثر من قر�سين على نف�سال�سمكري

رفعت راأ�سي عن المخدة. نور الفجر يملاأ الغرفة. في الزاوية طاولة

خ�سبية، م�ستديرة، �سنعها يا�سر في المدر�سة، عليها كتب مدر�سية

��لام ر�سا�س وبع�س الق�س�س. الج���دران باهتة، عبثت بها اأق�

عا�ست " "ه��ذا بيت �سلامة عو�س المحترم "وطبا�سير وتلاوين

�سخرت واأنا اأقراأ بخط فاطمة: "فل�سطين

ل ت���و����ص���ط ب��ي��ن��ن��ا س�������ا������اأنونحن "

"اأو القبرل��ن��ا ال�����ص��در دون ال��ع��الم��ين

ل تند منه اإلى يا�سر، وهو نائم على فر�سة عند الباب، انتبهت

اأمنا وتوقظه. حركة، ول يبين منه �سيء، يتظاهر بالنوم حتى تاأتي

اأعدت راأ�سي اإلى المخدة، واندفنت تحت الغطاء.

اأمي. �سعرت بها تقترب، ثم ت�سحب اللحاف انفتح الباب، دخلت

عني.

- ا�سح، يا �سالح حتى ل تتاأخر عن البا�س.

ا، ولم تلف خ�سرها اأحمر مطرزً ا ًنه�ست. �ساهدتها مرتدية ثوب

بحزامها الأحمر العري�س، فبدت وا�سحة البدانة والق�سر، وظهرت

اإلى يا�سر:بع�س ال�سعيرات البي�س من تحت �سا�ستها. قلت واأنا ا�سير

ا؟- وهذا، اإلى متى يظل نائمً

قالت وهي بالباب:

- اتركه على راحته. الوقت مبكر على المدر�سة. اغ�سل وجهك

وتعال لت�سرب ال�ساي.

اأبو عطية. منذ ه جارنا وراء البيت. اإنَّ اأذني حركة تناهت اإلى

اأن ا�ستلم العمل مع الأ�سغال العامة، وهو ي�ستيقظ عند الفجر، رغم

ل ي�سلي. يفطر، ثم يخرج. بباب الحاكورة يعلو �سوته مع اأي اأنه

اإن�سان، واإذا لم يجد فمع حيوانات المخيم، فتحت النافذة. نفحتني

اأب��ي عطية يلعن من عبث ن�سائم الربيع اللينة، مختلطة بهدير

بحجارة حاكورته. عندما رفع راأ�سه قلت:

- القطط هي ال�سبب. كانت تتعارك في الليل.

اأجاب با�ستياء:

-القطط ل تعتدي على حرمة الحواكير..

اإلى الزير. غ�سلت ندمت لكلامي معه، واأغلقت النافذة. خرجت

اأتناول المن�سفة عن حبل الغ�سيل، لمحت هدى يدي ووجهي، وقفت

تطل عن حائط الحجارة الذي يف�سل بين بيتينا. �سرت رع�سة في

عروقي، وتف�ست الح��رارة في وجهي. لعلها المرة الأولى، بعد هدم

اأوبخ نف�سي، واأتح�سر على الخيام، تفاجئني فتاة بنظراتها. انطويت

اأفكاري هذه جيراننا الذين ابتعدوا في م�ساكنهم الجديدة. رغم

اأبحث عنها، لم اأرها، اأطللت بعنقي تقت لروؤية جارتنا مرة اأخرى.

فان�سحبت اإلى الغرفة الثانية.
Free download pdf