h.q
(H.Q)
#1
يتج�سد اأمام عيني اليوم الذي تملكتني فيه هدى.
�سحوت على هدير ب��اب��ور ال��ك��از في الغرفة الثانية. ي�ستحق
راأ�س اللعين، وتغيير عينه. اأكثر من قر�سين على نف�سال�سمكري
رفعت راأ�سي عن المخدة. نور الفجر يملاأ الغرفة. في الزاوية طاولة
خ�سبية، م�ستديرة، �سنعها يا�سر في المدر�سة، عليها كتب مدر�سية
��لام ر�سا�س وبع�س الق�س�س. الج���دران باهتة، عبثت بها اأق�
عا�ست " "ه��ذا بيت �سلامة عو�س المحترم "وطبا�سير وتلاوين
�سخرت واأنا اأقراأ بخط فاطمة: "فل�سطين
ل ت���و����ص���ط ب��ي��ن��ن��ا س�������ا������اأنونحن "
"اأو القبرل��ن��ا ال�����ص��در دون ال��ع��الم��ين
ل تند منه اإلى يا�سر، وهو نائم على فر�سة عند الباب، انتبهت
اأمنا وتوقظه. حركة، ول يبين منه �سيء، يتظاهر بالنوم حتى تاأتي
اأعدت راأ�سي اإلى المخدة، واندفنت تحت الغطاء.
اأمي. �سعرت بها تقترب، ثم ت�سحب اللحاف انفتح الباب، دخلت
عني.
- ا�سح، يا �سالح حتى ل تتاأخر عن البا�س.
ا، ولم تلف خ�سرها اأحمر مطرزً ا ًنه�ست. �ساهدتها مرتدية ثوب
بحزامها الأحمر العري�س، فبدت وا�سحة البدانة والق�سر، وظهرت
اإلى يا�سر:بع�س ال�سعيرات البي�س من تحت �سا�ستها. قلت واأنا ا�سير
ا؟- وهذا، اإلى متى يظل نائمً
قالت وهي بالباب:
- اتركه على راحته. الوقت مبكر على المدر�سة. اغ�سل وجهك
وتعال لت�سرب ال�ساي.
اأبو عطية. منذ ه جارنا وراء البيت. اإنَّ اأذني حركة تناهت اإلى
اأن ا�ستلم العمل مع الأ�سغال العامة، وهو ي�ستيقظ عند الفجر، رغم
ل ي�سلي. يفطر، ثم يخرج. بباب الحاكورة يعلو �سوته مع اأي اأنه
اإن�سان، واإذا لم يجد فمع حيوانات المخيم، فتحت النافذة. نفحتني
اأب��ي عطية يلعن من عبث ن�سائم الربيع اللينة، مختلطة بهدير
بحجارة حاكورته. عندما رفع راأ�سه قلت:
- القطط هي ال�سبب. كانت تتعارك في الليل.
اأجاب با�ستياء:
-القطط ل تعتدي على حرمة الحواكير..
اإلى الزير. غ�سلت ندمت لكلامي معه، واأغلقت النافذة. خرجت
اأتناول المن�سفة عن حبل الغ�سيل، لمحت هدى يدي ووجهي، وقفت
تطل عن حائط الحجارة الذي يف�سل بين بيتينا. �سرت رع�سة في
عروقي، وتف�ست الح��رارة في وجهي. لعلها المرة الأولى، بعد هدم
اأوبخ نف�سي، واأتح�سر على الخيام، تفاجئني فتاة بنظراتها. انطويت
اأفكاري هذه جيراننا الذين ابتعدوا في م�ساكنهم الجديدة. رغم
اأبحث عنها، لم اأرها، اأطللت بعنقي تقت لروؤية جارتنا مرة اأخرى.
فان�سحبت اإلى الغرفة الثانية.