أصوات في المخيم

(H.Q) #1
فاطمة وع��ودة م�ستيقظان يت�سايحان تحت اللحاف ووال��دي

ينهرهما، ويهددهما بحزامه العري�س:

- ا�سكتوا يا اأولد الدروز حتى ن�سمع الراديو.

اأوعية و�سحون، وتحتها عند الباب طاولة مرتفعة، �سفت عليها

اأكيا�س من ورق فيها �سكر و�ساي. بالقرب من فر�سة فاطمة وعودة

تمدد حامل خ�سبي. دخان البابور يملاأ الغرفة، يدمع العيون، ويوجع

اأك�سر ال�سفرة كما قالت اأمي. الراأ�س� .سربت ال�ساي. رف�ست اأن

واأن��ا خ��ارج التقت عيناي من فوق الحيط بعيني هدى فابت�سمت

�سفتانا.

اأن يجل�س على ب�سطة من الإ�سمنت والحجارة اعتاد وال��دي

اأ�سفل المخيم، ويرى من يذهب اإلى خلف بيتنا، يراقب المارين اإلى

المرحا�س الذي عند راأ�س ال�سارع. ياأخذ مجل�سه هذا بعد الع�سر،

ا. يملاأ غليونه بالهي�سي، ا قبل المغرب حين يكون النهار حارً واأحيانً

اأع��واد من كبريت الثلاث نجمات، قد اإ�سعاله ب�سعة ي�ستهلك في

ا على اأثناء ذلك جمرات �سغيرة على ملاب�سه، فتترك ثقوبً تت�ساقط

اأبي يدخن قبل اأن �سكل دوائر �سوداء في قمي�سه و�سرواله. لم يكن

ينحني ظهره ويقعد عن العمل.

اإن يم�سي وقت ق�سير حتى تلتف حوله عجائز الحارة وبع�س ما

ال�سبايا، يثير رغائبهن، وي��دغ��دغ م�ساعرهن بحديثه العاري

و�سحكه، ثم تتلاقى اأ�سواتهن:

."يا اأبو �سالح "- الحارة مظلمة من غيرك،
Free download pdf