أصوات في المخيم
h.q
(H.Q)
#1
206
فاطمة وع��ودة م�ستيقظان يت�سايحان تحت اللحاف ووال��دي
ينهرهما، ويهددهما بحزامه العري�س:
- ا�سكتوا يا اأولد الدروز حتى ن�سمع الراديو.
اأوعية و�سحون، وتحتها عند الباب طاولة مرتفعة، �سفت عليها
اأكيا�س من ورق فيها �سكر و�ساي. بالقرب من فر�سة فاطمة وعودة
تمدد حامل خ�سبي. دخان البابور يملاأ الغرفة، يدمع العيون، ويوجع
اأك�سر ال�سفرة كما قالت اأمي. الراأ�س� .سربت ال�ساي. رف�ست اأن
واأن��ا خ��ارج التقت عيناي من فوق الحيط بعيني هدى فابت�سمت
�سفتانا.
اأن يجل�س على ب�سطة من الإ�سمنت والحجارة اعتاد وال��دي
اأ�سفل المخيم، ويرى من يذهب اإلى خلف بيتنا، يراقب المارين اإلى
المرحا�س الذي عند راأ�س ال�سارع. ياأخذ مجل�سه هذا بعد الع�سر،
ا. يملاأ غليونه بالهي�سي، ا قبل المغرب حين يكون النهار حارً واأحيانً
اأع��واد من كبريت الثلاث نجمات، قد اإ�سعاله ب�سعة ي�ستهلك في
ا على اأثناء ذلك جمرات �سغيرة على ملاب�سه، فتترك ثقوبً تت�ساقط
اأبي يدخن قبل اأن �سكل دوائر �سوداء في قمي�سه و�سرواله. لم يكن
ينحني ظهره ويقعد عن العمل.
اإن يم�سي وقت ق�سير حتى تلتف حوله عجائز الحارة وبع�س ما
ال�سبايا، يثير رغائبهن، وي��دغ��دغ م�ساعرهن بحديثه العاري
و�سحكه، ثم تتلاقى اأ�سواتهن:
."يا اأبو �سالح "- الحارة مظلمة من غيرك،
2
- كلامك حلو ي�سري الهم عن القلب.
- ا²مد Ñ اأحنى ظهر حتى ت�سلينا.
ويتح�سر والدي:
- ليت ال�سباب يعود ولو مرة، فاأ�سنع العجايب
اإلى جانبه وح��دن��ا، ج��ا$ت ه��دى. قامة منت|سبة كنت اأجل�س
ك�سجرة �سرو، �سعر فاحم منطل، �سدر »تل`، وفم رقي. قال
ا:مرحبK
بال�ست هدى- اأهلاK
اأجابت ب|سوت ناعم:
ا. اأين فاطمة"- �سكرK
قلت:
- في الداخل. هل اأناديها"
اها. قالت بتعÈ:تورد خدّ
- اإذا تكرمت اأن تعطيها هذي الق|سة.
اإ·، ثنت ورقة بالداخل، وهي ترمقني بنظراتها اأن دها قبل
الملتمعة. بعد ذهابها �سحوت على اأبي:
- ي�سعد �سبابها ما اأحلاها عز اأن تتزوجها، يا �سالح.
اإلى غرفتي. فتحت الكتاب على الورقة، قراأت ما كتب اأ�سرعت
في اأ�سفلها: