أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأن جيرتنا اأناديك با�سمك المجرد �سالح. اأظن هل ت�سمح لي اأن "

تجعلنا قريبين من بع�س، وتتيح لنا الخروج على التقاليد.

اأول يوم و�سلنا فيه اأ�سارحك على غير عادة الأنثى. في دعني

اإلى المخيم �سعرت بالكاآبة والياأ�س. لكن عندما راأيتك ارتحت لل�سكن

هنا، كاأني م�سافر اهتدى اإلى الطريق بعد �سياع وم�سقة.

اأك��ون متطفلة عليك بهذه الكلمات. حاولت اأن اأق��اوم اآم��ل األ

علي اأ�ستطع. هنالك �سيء غام�س األحَّ اإليك، لم الرغبة في الكتابة

"فكتبت هذي ال�سطور.

هدى

ملاحظة: اأرجو �سطب الكتابة اأو تمزيق هذه الورقة.

اأثارتني رقة الكلمات، ونعومة الفكرة، ورائحة الأنوثة، حتى �سغر

الخط اأثارني، طوحني اإلى عوالم لذيذة، فقراأتها مرات ومرات.

اأنها فتاة اإليها. دار في عقلي اأم�سكت بالقلم لأكتب في الليل،

اأح��ب��ت اللهو م��ع ج��اره��ا لتقتل ال��وق��ت بالحب اأو مري�سة، لعوب

اأق��ع في اإلي، ولم تنتظر حتى اإذن ب��ادرت بالكتابة والغرام. لم��اذا

اأغلب الفتيات يفعلن هذا. �سحيح هي فتاة عا�ست مدة في الفخ؟

اأنها در�ست اأكثر من المخيم، و�سحيح المدينة، حياة فيها انطلاق

اأنها من اأ�سرة في معهد المعلمات مع بنات من طبقة غنية، و�سحيح

تحب الفخفخة، لكن هل هذا يبرر عملها؟ عادت كلماتها تهم�س

األأنها كانت �سريحة اأرد على ر�سالتها؟ اأذني وتثيرني. لماذا ل في

اأول يوم �سكن اأنك في معي، ولم تتلفع بالعادات القديمة؟ هل تن�سى

اأن عندهم فتاة؟ من الفرح حين علمت اأهلها بجوارنا، قفزتفيه

اإليها ر�سالة في كلماتي وخطواتي. كتبت على كل حال �ساأكون ثقيلاً

اأ�سرعت في بناء ل وهي التي طويلة. �سكرت فيها الوكالة. كيف

اأجمل من ظهرت في وحدات ال�سكن للنا�س، و�سمحت لي بلقاء فتاة

ا اأمام اأراها كثيرً اإني م�ستاق لروؤيتها، وتمنيت اأن مخيم. قلت لها

اأو على الأق��ل من فوق الحيط، ورجوتها اأن اأو في الطريق، البيت

اإلي ما يدور في عقلها وقلبها. في ختام الر�سالة كتبت لها: تكتب

."اأحترمك كجارة عزيزة وغالية�ساأظل "

اأنها ا�ستاءت من قابلتني بعد ذلك، عب�ست في وجهي. خمنت

اأغرتهم اإليها كجارة ع��زي��زة، واأن��ه��ا لعنت الوكالة التي نظرتي

اأرها حتى نجحت فاطمة في اإلى المخيم، غابت فترة، لم بالمجيء

الثالث الإعدادي، فجاءت مع اأمها تباركان نجاحها.

اإلى ال�سارع الرئي�سي، في ذلك ال�سباح، تاأخرت عن الخ��روج

اإلى مدر�ستهما. وقفت في و�سبقني يا�سر و�ساحبه �ساور في الذهاب

اأتاأمل بيوت المخيم، واأ�سعة ال�سم�س وهي تنعك�س عن انتظار البا�س،

الندى المتكور على ال�سطوح، وعلى الإ�سفلت المتدلي منها.

اأ�سبحت اأطول كبرت حتى "اإلي بابت�سام.مرت فاطمة. نظرت

ثم بانت هدى تتهادى على الطريق، تمر بالمختار. "من �ساحباتها

ا قمبازه يذبح الديك العتقي، اإلى المختار م�سمرً ، تنظر تتوقف قليلاً

اأ�سمع �سحكتها عندما ينفلت الديك من ت�ساعده زوجته الثانية،

اإلى القناة، تقترب مني، تتمهل، تقول اأيديهما، يجر دماءه ويهرب

بهم�س كاأنما تتحدث اإلى نف�سها:
Free download pdf