أصوات في المخيم

(H.Q) #1
الجبل المقابل. في قريتنا كانت المقبرة ت��ت��وارى خلف ال��ت� �لال، ل

اأواخر العمر ا، وحين ياأتي الموت في العادة لعجوز في نراها اإل نادرً

ا اأما هنا فن�ساهد طابورً حدث. ا، كاأن زلزالً يخرج ال�سكان جميعً

من النا�س، يت�سلقون الجبل، في خطوات رتيبة وراء جنازة، فتردد

اإليه راجعون! ا�ستغفرت الله من هذه الأفكار، اإنا لله واإنا الأل�سنة:

اإلى المرحا�س بيدي حجران �سغيران. تنحنحت قبل اأ�سرعت ثم

اأع�سر بطني. اأجبت بنحنحة مماثلة، انتظرت واأن��ا ال��دخ��ول،

اأبي زهرة خاف�سة الراأ�س. بعدما انتهيت من خرجت �سالمة زوجة

اأب��و عي�سى ق�ساء حاجتي، وخرجت كان جارنا من جهة ال�سمال

ينتظر دوره. قال وهو يدخل:

- �ساعة يا �سالح؟ حرام عليك!

- الأمر لي�س بيدي كما تعرف..

اأم��ي ترقع قمي�سي، واإلى جانبها ع��ودة يلهو ب�سفائح وج��دت

فارغة. قالت:

- تناول لقمة قبل اأن نخرج للبحث عن اأبيك.

اخترت قطعة من الخبز الذي في ال�سحن. �ساألت قبل و�سعها

بين اأ�سناني:

- واأين نبحث عنه؟

- في المدينة.

اإليها بتعجب، عرفت ما اإلى مكانها، وحدقت اأعدت قطعة الخبز

يدور بخاطري فاأردفت:

- تذهب على الأقدام.

اإلى ثلاث �ساعات حتى ن�سل - تح�سبين المدينة قريبة؟ نحتاج

اإليها، وماذا نفعل؟ ن�سيح باأعلى �سوتنا: يا من راأى �سلامة عو�س.

اأح��د، ونعود في منت�سف الليل هالكين من الجوع لن ي��رد علينا

والتعب.

األقت ما بيدها، ثم وقفت تنف�س ثوبها.

اأقتر�س منه ع�سرة قرو�س، اإلى دكان عثمان النا�سف، - �ساأذهب

اأم طه باأن تهتم بيا�سر وفاطمة، اما عودة فناأخذه واأو�سي جارتنا

معنا.

قلت برقة وهدوء:

اإل بعد ل يعود من المدينة اأن با�س المخيم اأم��ي، تعرفين - يا

اأردن��ا ال�سير نحو مثلث المخيم، حتى نجد �سيارة �ساعات، واإذا

اإلى مدة طويلة. توكلي على الله، واهدئي. بعد قليل تحملنا، نحتاج

ترين والدي اأمامك.

عادت اإلى مجل�سها.

- اأمري اإلى الله.

�ين، نحيف الج�سم، تظهر قامته اأب��ي. في الثالثة والأرب��ع�دخل

الطويلة على الرغم من انحناء ظهره، على راأ�سه حطة بي�ساء

وعقال، يرتدي هندية رمادية، يبدو من تحتها ال�سروال الأبي�س،

اأكيا�س الطحين، التي ا�ستلمناها من الموؤن. اأمي من الذي خاطته

اأنزل الكي�س عن ا على جبينه. ا، والعرق متجمعً كان وجهه �ساحبً
Free download pdf