أصوات في المخيم

(H.Q) #1
- انتظرني الليلة عند باب البيت.

اأ�ستطع البقاء في البيت. النتظار ي�سغط عدت من العمل. لم

اإلى النادي، اأقتل على نف�سي، يكاد يخنقني. خطر ببالي الذهاب

الوقت حتى الم�ساء.

النادي على بعد خطوات من مدخل المخيم، يحيط به �سور،

اأ�سجار ال�سرو والكينيا، اأطرافها واأم��ام��ه حديقة وا�سعة، زان��ت

اإلى جانب النادي اأحوا�س الريحان وال��ورد. ويمتد ونظمت فيها

من جهة ال�سرق ملعب كرة القدم. قابلني في الداخل عمر الم�سعود.

�ساب نحيف، يقترب راأ�سه من باب ال�سالة الوا�سعة، ب�سرته بلون

غيمة �سيف، �سعره متراجع عن جبينه، ي�سع على عينيه ال�سيقتين

نظارة طبية، يراه �سكان المخيم عند ا�ستلام الموؤن، وي�ستمعون اإلى

اإلى منازلهم اأ�سمائهم. وعندما يعودون مداعباته وهو ينادي على

يلهجون با�سمه ويعلقون:

- الله يقطعه ما اأحلى كلامه؟

اأحمد �سعيد لأني ن�سيت دعوته على فرح ق علي مثل ًّ- اليوم عل

ابني.

- الكل يحبه ولو اأنه يتمرجح مثل الخيزران.

ا مفتوح على الحكي وال�سحك.- مثله ل يهرم، فمه دائمً

�سرح لي عن نيته وقال:

اأن يكون للنادي تاأثير كبير في حياة - هل تعلم يا �سالح؟ اأحلم

اأولدهم، يجعلهم اأقوياء النا�س. يجعلهم يهتمون بنظافتهم وتربية

ا لمباريات مع في عقولهم واأج�سامهم. على كل حال و�سعنا برنامجً

اأن تزودنا بكتب لتو�سيع نوادي المخيمات الأخ��رى. طالبنا الوكالة

اإلى المخيم. المكتبة. و�سنوؤ�س�س فرقة م�سرحية. اليوم تاأتي ال�سينما

اأهدافنا كثيرة نحن بحاجة اإلى جهود الجميع، جهودك يا �سالح.

ا:اأتذكر موعدي مع هدى لكني قلت مدافعً اأني �سغير واأنا �سعرت

اأتاأخر عن القيام بواجبي نحوه. تذكر ا. لم - النادي لنا جميعً

ا وراء الم�سوؤولين حتى وافقوا على اإن�سائه.اأني طاردت كثيرً

اإنه على و�سك اإ�سبعه دبلة. قال اأبو ع�سبة. راأيت في جاء �سديقي

دخول القف�س مع زميلته الممر�سة. ولما �ساألته عن �سديقينا: توفيق

اأنه عاتب اأجاب باأنهما بالتاأكيد فوق الريح. عرفت واأبي فاطمة.

اأن ين�سيا �سداقتنا. كنا اأك� �ثر من ا مثلي عليهما (ما تخيلت يومً

اإخوة) ثم خفف من غ�سبه:

- الله اأعلم بظروفهما.

�ين، متو�سط ال��ط��ول، يميل �يري. في الأرب��ع�دخ��ل نعيم الج��رج�

في �سعره الق�سير. وبدت بع�س اإلى البدانة، تناثر اللون الأبي�س

ا لم يغزه ال�سيب عندما التجاعيد حول عينيه الحادتين. كان نحيفً

اأم��ام��ي واأم��ام اآخ��ري��ن اعتقلوه في المخفر. يومها وق��ف مع اثنين

بهيجة؛ لنتعرف من بينهم على من كان يوزع المن�سورات. عندما

�ساءت الظروف والتقينا بعد ذلك، اعترف باأنه هو الذي راأيته بين

الخيام، وقال:

- لو و�ست بي بهيجة لخمجت في ال�سجن.
Free download pdf