h.q
(H.Q)
#1
- انتظرني الليلة عند باب البيت.
اأ�ستطع البقاء في البيت. النتظار ي�سغط عدت من العمل. لم
اإلى النادي، اأقتل على نف�سي، يكاد يخنقني. خطر ببالي الذهاب
الوقت حتى الم�ساء.
النادي على بعد خطوات من مدخل المخيم، يحيط به �سور،
اأ�سجار ال�سرو والكينيا، اأطرافها واأم��ام��ه حديقة وا�سعة، زان��ت
اإلى جانب النادي اأحوا�س الريحان وال��ورد. ويمتد ونظمت فيها
من جهة ال�سرق ملعب كرة القدم. قابلني في الداخل عمر الم�سعود.
�ساب نحيف، يقترب راأ�سه من باب ال�سالة الوا�سعة، ب�سرته بلون
غيمة �سيف، �سعره متراجع عن جبينه، ي�سع على عينيه ال�سيقتين
نظارة طبية، يراه �سكان المخيم عند ا�ستلام الموؤن، وي�ستمعون اإلى
اإلى منازلهم اأ�سمائهم. وعندما يعودون مداعباته وهو ينادي على
يلهجون با�سمه ويعلقون:
- الله يقطعه ما اأحلى كلامه؟
اأحمد �سعيد لأني ن�سيت دعوته على فرح ق علي مثل ًّ- اليوم عل
ابني.
- الكل يحبه ولو اأنه يتمرجح مثل الخيزران.
ا مفتوح على الحكي وال�سحك.- مثله ل يهرم، فمه دائمً
�سرح لي عن نيته وقال:
اأن يكون للنادي تاأثير كبير في حياة - هل تعلم يا �سالح؟ اأحلم
اأولدهم، يجعلهم اأقوياء النا�س. يجعلهم يهتمون بنظافتهم وتربية
ا لمباريات مع في عقولهم واأج�سامهم. على كل حال و�سعنا برنامجً
اأن تزودنا بكتب لتو�سيع نوادي المخيمات الأخ��رى. طالبنا الوكالة
اإلى المخيم. المكتبة. و�سنوؤ�س�س فرقة م�سرحية. اليوم تاأتي ال�سينما
اأهدافنا كثيرة نحن بحاجة اإلى جهود الجميع، جهودك يا �سالح.
ا:اأتذكر موعدي مع هدى لكني قلت مدافعً اأني �سغير واأنا �سعرت
اأتاأخر عن القيام بواجبي نحوه. تذكر ا. لم - النادي لنا جميعً
ا وراء الم�سوؤولين حتى وافقوا على اإن�سائه.اأني طاردت كثيرً
اإنه على و�سك اإ�سبعه دبلة. قال اأبو ع�سبة. راأيت في جاء �سديقي
دخول القف�س مع زميلته الممر�سة. ولما �ساألته عن �سديقينا: توفيق
اأنه عاتب اأجاب باأنهما بالتاأكيد فوق الريح. عرفت واأبي فاطمة.
اأن ين�سيا �سداقتنا. كنا اأك� �ثر من ا مثلي عليهما (ما تخيلت يومً
اإخوة) ثم خفف من غ�سبه:
- الله اأعلم بظروفهما.
�ين، متو�سط ال��ط��ول، يميل �يري. في الأرب��ع�دخ��ل نعيم الج��رج�
في �سعره الق�سير. وبدت بع�س اإلى البدانة، تناثر اللون الأبي�س
ا لم يغزه ال�سيب عندما التجاعيد حول عينيه الحادتين. كان نحيفً
اأم��ام��ي واأم��ام اآخ��ري��ن اعتقلوه في المخفر. يومها وق��ف مع اثنين
بهيجة؛ لنتعرف من بينهم على من كان يوزع المن�سورات. عندما
�ساءت الظروف والتقينا بعد ذلك، اعترف باأنه هو الذي راأيته بين
الخيام، وقال:
- لو و�ست بي بهيجة لخمجت في ال�سجن.