أصوات في المخيم

(H.Q) #1
ا ظهره، وتهالك على الح�سيرة، بالقرب من عودة الذي كان م�ستلقيً

اأمي به ترحيب فار�س. ا، ورحبت ًيحرك رجليه. فرحت لعودته �سالم

اأنه في ليلة الدخلة لم ينقطها الع�سرة قرو�س التي طلبتها، تحبه مع

"طلع ال�سرر من عيني"ا ما تحدثنا عنها و�سفعها �سفعة كثيرً

اإليه بحنان ح�سدته عليه اأح�سرت الو�سائد التي �سنعتها له، وطلبت

اأخذت تجفف عرقه بطرف �سا�ستها، قال وهو اإليها، ثم اأن ي�ستند

يلهث:

- الله ي�ستر عليك!

جل�ست اإلى جانبه، قلت:

اأم��ي تهم ب��الخ��روج لتبحث ع��ن��ك.. لم��اذا ذهبت اإلى - كانت

ل يتعب األ تكثر من الحركة حتى اأو�ساك طبيب المخيم المدينة؟

ظهرك.

تململ ثم تنهد:

في اأجد عملاً اأمركم. العي�سة مرة يا ابني. لم - ذهبت اأتدبر

،"حماد الجابي"ا قررت زيارة �ساحبنا. اأخيرً المدينة، بحثت طويلاً

تعرفه الذي كان يزورنا في البلد. ا�ستقبلني بفتور، �سرحت له �سوء

ل يقدر على فعل �سيء اأعلمني باأنه اإلى م�ساعدته. حالي، وحاجتي

لي. تنكر لل�سحبة والع�سرة. ن�سي الملعون القمح والبي�س وال�سمن

والزبدة وخبز الطابون. ن�سي اللئيم كل هذا... المهم، خرجت من

اأتدبر النقود، فنمت في كراج اأن يحترمني بكا�سة �ساي. لم بيته دون

اأرطال طحين، با�سات، وفي ال�سباح ربنا ي�سر... في الكي�س خم�سة

ا�ستريتها من دكان المخيم.

اأين ح�سل اأم�س، ولم يقتر�س من حماد الجابي، من لم يعمل

على نقود؟

قالت اأمي:

- ع�ساك ح�سلت على ثمن منا�سب!

- بعته بع�سرة دنانير.

نظرت اإلى الأر�س، قالت بلهجة متعثرة:

- ل األب�سه لماذا نكنزه؟

اأن��ه��ي ال��درا���س��ة واأع��م��ل!؟ اأط��رق��ت باأ�سى، متى باعت ثوبها،

��ا. رغبت في الخ��روج، نه�ست بتثاقل. ا بل اأث��وابً �ساأ�ستري لها ثوبً

اأخرج محفظة �سغيرة من جيب في �سرواله، مد اإلي اأبي، ثم اأمهلني

دينارين، وهو ي�ساأل اأمي:

- ماذا �ستطبخين اليوم؟

- العد�س.

- جوابك جاهز.

- لتكفي الم�ساري حتى اآخر ال�سهر.

- الله يفرجها يا �سبحة. زهقنا العد�س.. اأنت تحبين الف�سيخ.

ثم خاطبني:

- ا�ستر وقيتين من الف�سيخ، و�سدد ما علينا لعثمان النا�سف.

اأكره ما اأكره الدين؛ هم في الليل وذل في النهار.
Free download pdf