أصوات في المخيم

(H.Q) #1
د تبدو بيوت المخيم كاأنها علب �سفيح الخ�سراء، وفي نهاية الم�سه

رتبت في �سفوف متقاربة.

اإلى الما�سي فغ�س عقلي باأفكار متناق�سة، وكب�ست نقلني المحيط

اأح��داث على قلبي: رهن كرت الم��وؤن، التحقيق معي في المخفر ثم

�سربي، فاطمة عندما طخوها، وال��دي وق��د ا�ستقر مر�سه على

اعوجاج عموده الفقري مع �سعال وعلبة هي�سي وغليون. فكرت في

ل تعرف اإلى اأين اأين. بما اأنك اأترك العمل واأرحل، ل اأدري اإلى اأن

اإل البقاء هنا، يطوف بك الإع�سار في كل اتجاه. الأف�سل فما عليك

حط را�سك بين الرو�س وقل يا "اأن تتزوج وتعي�س كما �سكان المخيم

."قطاع الرو�س

لم هذي الأفكار المقطعة والغريبة عن الربيع ونعومته؟ لم تكن

اأمثالها تقترب من عقلي حتى في الما�سي الم�سبع بالفقر والحرمان.

اأرح���ل والنا�س اإلى ال��ن��وم والمخيم م�ستيقظ؟ كيف كيف األج���اأ

ا في جلدي، واأواجه الم�سوؤولين ل، �ساأظل مح�سورً يلت�سقون بالأر�س؟

اأمام المخفر: اأوقفوا اإن�ساء النادي، �ساأ�سرخ في كل بوق حتى يتم

اأو نحزن كما غارات التفتي�س والتن�ست على البيوت، دعونا نفرح

اأ�سير بين ال�سخور. انتهيت اإلى اأفكاري، رحت ن�ساء. ازدادت حمى

الطريق التي ت�سل اإلى بيارة دحنو�س.

- يا �سالح.

اإلي، اتجهت نحوه، ا ي�سير اإلى ناحية ال�سوت، راأيت نعيمً التفت

وجل�سنا على رقعة ع�سب، زينتها اأزهار الحنون.

انطلق يحدثني في التاريخ. ولج عتبات القومية العربية، من

اأو�ساع العرب بعد الحربين اأي��ام ذي قار حتى باب ال��واد، و�سرح

عند النتداب البريطاني وال�سهيونية. في العالميتين، ووقف طويلاً

النهاية قال: اإن على عاتقنا تغيير الواقع بالعمل الواعي والمنظم.

اإلى الأمام اأده�سني حديثه، وهو يحلل كل حركة تحركها العرب

ا بيده مرة، وبراأ�سه مرة ا الأ�سباب والنتائج، م�سيرً اأو الخلف، مبينً

ا كلمات غريبة اأو ي�سغط على مخارج الأ�سوات، م�ستخدمً اأخرى،

اأن يجيب اأنه يقدر. �سعرت "خير الكلام ما قل ودل "تهر�س قاعدة

اأي �سوؤال يلت�سق باآمال العرب واآلمهم، واأن يفتق من الإجابة عن

ا لها طرق الخلا�س.ق�سايا وم�ساكل را�سمً

اإلى كلامه، ونقمت على عقلي الذي يرى اللون الأ�سود ارتحت

باأ�سلوب نعيم، اأن تعا�سفقط، وزادت قناعتي باأن الحياة يمكن

لماذا �سماوؤنا غير "اأ�ساأل نف�سي:اإلى الم�ستقبل بتفاوؤل، واأنا و�سافرت

"�سافية، واآمالنا بخار وبيننا كثيرون مثل نعيم؟

اأده�س عندما اإلى مجموعته. لم دارت عجلة لقاءاتنا، وعرفني

راأيت �سلطان بينهم، لكني فوجئت وهو يحدثني عن فرج كاأنه اأمامه:

- فرج �ساب غريب الروح، يحزن عندما يغيب القمر، ويكتئب

اأنين مري�س. اأ�سعة ال�سم�س، يبكي لبكاء طفل اأو عندما تخفي الغيوم

اأنها محتلة، فمن وقت لآخر اإنه ينفي اأعمى حتى ا اأحب قريته حبً

كان يذهب لزيارتها ومعه �سلاحه.

ولما �ساألته اإن اأحب فتاة تدعى �سعاد اأجاب:
Free download pdf