أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأنها لي�ست ل��ك، لكن خذها. فيها حاجاتك: القلم اأع��رف -

والدفتر والخم�سة دنانير. الله وكيلك لم تنق�س غير المن�سورات.

ا. قال اإليه با�سمئزاز، ثم تناولت الحقيبة وبقيت واقفً نظرت

ال�سابط المحقق وهو ي�سير براأ�سه:

اأن تفعل م��ا ت��ري��د: ت��وزع من�سورات، تحرك - الأن ت�ستطيع

مظاهرات، تقلب الكرة الأر�سية. كل �سيء م�سموح به الآن. اذهب

يا �سالح. اذهب ودافع عن الوطن.

عدلت من و�سع ج�سمي في المعطف وم�سيت. �سعري محلوق على

اأي وطن؟ ال�سفر، وقمي�سي ممزق عند الكتف، وظهري يوؤلمني.

اأدافع عن الوطن؟ هل اأنا �سالح �سلامة عو�س اأن لماذا يطلب مني

ثم "عليك وعلى من خلفوك"اأنه ا�ستقبلني بالب�سق في وجهي ن�سي

مع غيره بال�سياط والب�ساطير؟ اعلموا يا من �سجنتموني تناوب عليّ

اأن التاريخ يعيد نف�سه ويهزاأ بكم. �سياأخذ الأعداء البناية ويحولونها

اأنا واأنتم �سنقاومهم. ا كما فعلتم. لن نركع ون�سلم لهم بالأمر، �سجنً

اأ�سرى ونلتقي في هذا المكان، ال�سجن وال�سجان هذه المرة. قد نقع

من اأنف�سكم.ربما اأن�سى اإ�ساءتكم لكنكم �ستموتون خجلاً

اأم���ام البوابة الوا�سعة، جماهير م��ن� سكان المدينة والقرى

المجاورة، من بينهم طلاب وفلاحون وبوؤ�ساء، وعجائز م�سمرات

عن �سيقانهن، وبع�سهن حا�سرات الروؤو�س، و�سيوخ واأطفال، يلوحون

اأيديهم، وي�سرخون:

- الموت ول المذلة.

- اأعطونا ال�سلاح وخذوا الأرواح.

اإليه العيون. اعتلى �سرطي البوابة. ارتفعت الأعناق، وتطلعت

قال ب�سوت عال:

ل �سلاح ول حتى ف�سكة، اركنوا اإلى بيوتكم. لي�س عندنا - اذهبوا

اإ�سرائيل اإلى جي�س العروبة، فهو الذي يقاتل و�سينت�سر. المعركة مع

اإذاع��ة العدو واإذاع��ة لندن. طائرات العدو ل ت�سدقوا م�ستمرة.

اأر�س المعركة، والرجال ي�سنعون المعجزات في ت�سقط كالذباب على

بر.الجولن و�سيناء وجبل المكّ

ت�سدت له فلاحة:

."مرتك"- ارم �سلاحك، واذهب لتنام مع

و�ساح �سيخ متهالك:

اأكبر! يكفينا - العدو على ال�سريعة والقناة، وتقول انت�سرنا. الله

كذب وف�سر.

اأعرفه. بحثت بين الوجوه عن وجه هدى، اأو اأمي، اأو اأي اإن�سان

كلها وج��وه غريبة، لكنها مت�سابهة في قلقها، واألوانها المائلة اإلى

اأختنق. الآلم ثارت في ظهري، والعرق �سال ال�سمرة. �سعرت باأني

على الخدو�س التي �سنعتها اللكمات وال�سياط. تراجعت عن خلع

لأتحمل "المعطف، حين تذكرت قمي�سي الممزق، وقلت في نف�سي:

."ا اأمام النا�سًالعذاب على الظهور عاري

برزت من جهة الغرب طائرات مقاتلة، اقتربت من الأر�س، اأطلق

�سرطي عليها النار من م�سد�سه. دار المكان من هديرها، و�سعت
Free download pdf