h.q
(H.Q)
#1
اأذني، بينما تفرق النا�س، والت�سقوا بالأر�س. كانت اأربع يدي على
طائرات تخترق ال�سماء كالغربان. بعد اختفائها، �سخر النا�س من
ال�سرطي ووبخوه:
- تريد اأن تدل الطيارات علينا!
ل ي�سيدها م�سد�س، يا فهيم. ت�سيدها طيارة مثلها - الطيارة
اأو �ساروخ.
- وفر الر�سا�س اإلى حين مجيء اليهود.
�سرت وظهري يحرقني، والج��وع يتوثب في معدتي، والمعطف
اأ�ستطع البكاء. يتعاون مع �سم�س حزيران على تكبيل خطواتي. لم
فرح في اأعماق نف�سي يحاول الظهور، فبعد �ساعات اأكون بالبيت.
اأ�سود مطرز، على راأ�سها �سلة، راأيت امراأة ق�سيرة بثوب فلاحي
يتجمع العرق على جبينها، وحول عينيها، فتزيله بطرف �سا�ستها.
اأم��ي عندما كانت تحمل حزمة الحطب، وراأ�سها يترنح تذكرت
تحتها. التقت عيناها في حنو بعيني، �ساألتها عن فرن قريب، ربما
اأنزلت ال�سلة اإلى اأني م�سرد وجائع. وقفت بجانب الر�سيف، عرفت
اإلي، ثم اأخرجت رغيفين ولفافة �سغيرة. مدت الجميع الأر���س،
قالت:
ل تعمل، يا ابني. الدنيا ح��رب. يا ح�سرتي عليك! - الأف��ران
ت�ستحق ال�سفقة.
رفعت الحقيبة، واأ�سندتها اإلى ركبتي، واأنا اأقول:
- انتظري، �ساأعطيك ثمنها.
األقت الخبز واللفافة اإلي، وحملت ال�سلة على راأ�سها، وم�ست.
فلو�سك معك تنفعك، يا ابني.- خلّ
اتجهت نحو حائط قميء، يلتف حول ف�ساء وا�سع. كتب على
بينما كتب في "الرجاء ممنوع التبول "اأ�سود وا�سحالحائط بخط
جل�ست على الحافة، وو�سعت "اإلى ربك الرجعىاإن "مو�سع اآخر
األتهم الخبز، وما في الحقيبة بجانبي، ثم خلعت حذائي، و�سرعت
اأمام ال�ساج واأمي ت�سنع ال�سراك، اللفافة من جبن. تخيلت نف�سي
اإلى المقبرة هناك قبور تختفي في الأر�س، اأراها! انتبهت ترى متى
تناثرت حجارتها ونما ال�سوك فوقها. وهنالك قبور يرتفع بناوؤها،
اأ�سجار الزيتون والكينيا. ركنت م�ساعري، وتنت�سب �سواهدها بين
وتقل�س الأم��ل في نف�سي. ت�ساءلت عن نهايتي. هل �ساأموت تحت
اأقتل في معركة اإ�سرائيل، ويعذبونني. ربما التعذيب، يعتقلني بنو
على الحدود مثل فرج. يجتمع الأعداء حول جثتي، ثم ي�سحبونني
اأح�سان اأموت في الفرا�س في اأ�سجار الدفلى. اأو ربما اإلى حفرة تحت
اأما تمنيت هذه الميتة واأنت اأغفو على ذراعها، ويتوقف قلبي. هدى،
في الزنزانة؟ كانت اأمنية فيها لذة ورغبة.
فتحت الحقيبة، وج��دت فيها القلم والدفتر والخم�سة دنانير
اأقراأ ما في الورقة، وورقة فرج. د�س�ست الدنانير في جيبي، ثم رحت
كاأني لم اأقراأها من قبل.
اأنا�س من مختلف بقاع الوطن، اأمر هذا المخيم، فيه غريب "
كلهم متناغمون م��ع همهم. لي�س منهم م��ن يعي�س ل��ذات��ه� سوى