أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأذني، بينما تفرق النا�س، والت�سقوا بالأر�س. كانت اأربع يدي على

طائرات تخترق ال�سماء كالغربان. بعد اختفائها، �سخر النا�س من

ال�سرطي ووبخوه:

- تريد اأن تدل الطيارات علينا!

ل ي�سيدها م�سد�س، يا فهيم. ت�سيدها طيارة مثلها - الطيارة

اأو �ساروخ.

- وفر الر�سا�س اإلى حين مجيء اليهود.

�سرت وظهري يحرقني، والج��وع يتوثب في معدتي، والمعطف

اأ�ستطع البكاء. يتعاون مع �سم�س حزيران على تكبيل خطواتي. لم

فرح في اأعماق نف�سي يحاول الظهور، فبعد �ساعات اأكون بالبيت.

اأ�سود مطرز، على راأ�سها �سلة، راأيت امراأة ق�سيرة بثوب فلاحي

يتجمع العرق على جبينها، وحول عينيها، فتزيله بطرف �سا�ستها.

اأم��ي عندما كانت تحمل حزمة الحطب، وراأ�سها يترنح تذكرت

تحتها. التقت عيناها في حنو بعيني، �ساألتها عن فرن قريب، ربما

اأنزلت ال�سلة اإلى اأني م�سرد وجائع. وقفت بجانب الر�سيف، عرفت

اإلي، ثم اأخرجت رغيفين ولفافة �سغيرة. مدت الجميع الأر���س،

قالت:

ل تعمل، يا ابني. الدنيا ح��رب. يا ح�سرتي عليك! - الأف��ران

ت�ستحق ال�سفقة.

رفعت الحقيبة، واأ�سندتها اإلى ركبتي، واأنا اأقول:

- انتظري، �ساأعطيك ثمنها.

األقت الخبز واللفافة اإلي، وحملت ال�سلة على راأ�سها، وم�ست.

فلو�سك معك تنفعك، يا ابني.- خلّ

اتجهت نحو حائط قميء، يلتف حول ف�ساء وا�سع. كتب على

بينما كتب في "الرجاء ممنوع التبول "اأ�سود وا�سحالحائط بخط

جل�ست على الحافة، وو�سعت "اإلى ربك الرجعىاإن "مو�سع اآخر

األتهم الخبز، وما في الحقيبة بجانبي، ثم خلعت حذائي، و�سرعت

اأمام ال�ساج واأمي ت�سنع ال�سراك، اللفافة من جبن. تخيلت نف�سي

اإلى المقبرة هناك قبور تختفي في الأر�س، اأراها! انتبهت ترى متى

تناثرت حجارتها ونما ال�سوك فوقها. وهنالك قبور يرتفع بناوؤها،

اأ�سجار الزيتون والكينيا. ركنت م�ساعري، وتنت�سب �سواهدها بين

وتقل�س الأم��ل في نف�سي. ت�ساءلت عن نهايتي. هل �ساأموت تحت

اأقتل في معركة اإ�سرائيل، ويعذبونني. ربما التعذيب، يعتقلني بنو

على الحدود مثل فرج. يجتمع الأعداء حول جثتي، ثم ي�سحبونني

اأح�سان اأموت في الفرا�س في اأ�سجار الدفلى. اأو ربما اإلى حفرة تحت

اأما تمنيت هذه الميتة واأنت اأغفو على ذراعها، ويتوقف قلبي. هدى،

في الزنزانة؟ كانت اأمنية فيها لذة ورغبة.

فتحت الحقيبة، وج��دت فيها القلم والدفتر والخم�سة دنانير

اأقراأ ما في الورقة، وورقة فرج. د�س�ست الدنانير في جيبي، ثم رحت

كاأني لم اأقراأها من قبل.

اأنا�س من مختلف بقاع الوطن، اأمر هذا المخيم، فيه غريب "

كلهم متناغمون م��ع همهم. لي�س منهم م��ن يعي�س ل��ذات��ه� سوى
Free download pdf