246
جمعة ومحمود جا�سر، الأول يتقرب من المدير ورئي�س المخفر
ا له كلمة على النا�س، واحترام عند الحكومة، والثاني ليظل مختارً
اأن يحقق اأي م�سوؤول في الوكالة ليرقى في وظيفته. ماذا يمكن يتملق
عامل التنظيفات ال�سانتي�سه؟
اأق�سى اليمين اإلى وتتنوع هنا خريطة الأفكار. جماعات من
اأق�سى الي�سار. كل يدعي الحقيقة في جيبه، والوطن بعيد، يغني
اأدن��ى من اأنهم قاب قو�سين اأو با�سمه فيطرب البوؤ�ساء، ويظنون
الرجوع.
يتهمني العامة بالجنون، والمثقفون يدعونني بالحالم، واآخرون
اأخطط اأحمل كتفي وحدي، اإني �سيخ الملحدين. لماذا؟ لأني يقولون
اأعباأ بما يقولون، وكما يقول اأبي: اإنهم لحياتي ومماتي وحدي. لن
يكررون ما حدث، ول خير في ثمارهم.
لكن، في المخيم م��ن يحمل الألم ب�سمت، ويعمل في الظلام
لي�سيء �سمعة، كما توجد في المخيم براعم تتفتح لتنمو �سجرة
."الحياة، وتزهو اأنوار الحرية
يرحمك الله يا فرج! ماذا كنت تفعل لو ع�ست في هذا الزمن،
ا؟ ماذا يحدث ت�سدق اأي�سً وراأيت العدو يحتل بقية الوطن؟ اأكنت ل
لعقلك لو علمت بما جرى في المخيم؟ فجمعة ذهب، وجاء مكانه اأبو
ا لمدير المخيم. الله وحده ن�سب، ومحمود عامل التنظيفات �سار نائبً
اأن ي�سير بعد ذلك. العالم تغير، يا فرج. �ساحبك يعلم ماذا يمكن
اأين، وماذا ينتظر. الحمد لله ل يعرف اإلى يخرج الآن من ال�سجن،
اأنك ل تعي�س بين موتانا!
2
اإلى البيت، طويت ال��ورق��ة، و9سعتها في الحقيبة. حالما اأ�سل
اإليها حÍ يكتئب الجو، وي�سفر اأخواتها لأع��ود �ساأحتف بها مع
القلب.
اإلى و�س المدينة، ال�سيارات قليلة ور م�سرعة. هبطت الطريق
اأمام الدكاكÍ والمحا التجارية ي�سردون الأخبار، المارة يتجمهرون
اأم��ام دك��ان. �سمعت اإلى الإذاع��ات. الت�سقت بجماعة وي�ستمعون
�لام البي�س، والبقا$ في اإلى رفع الأع�اإذاع��ة العدو تدعو ال�سكان
المنا5، وعدم التعر9س لجي�س الدفاع. �سرu رجل عجو5:
- اÑ اأكبر اأين القاهر؟ اأين الظافر؟
�ساr �ساب: - ل ت�سدقوا العدو..
وقا اآخر: - الجي�س العراقي في الطريق اإلى الجبهة.
قا �ساحب الدكان، وهو يغلق الراديو: - اÑ ي�ستر الحا ل يب�سر با³ير، يا جماعة.
م�سيت تطرقني الهواج�س والأفكار. ما يجري يهد الروr، ويخرب
العقل. كيف ينهزم العرب مثل هذي الهزÂة؟ كيف يبتلع الأعدا$
اأبواب العوا�سم العربية؟ كيف �سارت اأرا9سي جديدة، ويقفون على
الأحداث، ونحن من 5مان نتهياأ لإغراقهم في البحر؟