أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأعمل، بل كنت اأعمل. اإلى مكتب التربية والتعليم حيث و�سلت

اأ�سير نائب المدير لو لم يعتقلوني. هل عامل التنظيفات كدت اأن

ل يمكن اأن اأنهم ف�سلوني بعد دخولي الزنزانة. اأف�سل مني؟ ل بد

ينتظروا رجعة موظف مثلي. على كل حال، كلنا الآن تحت الحتلال،

ومنبوذون في الحياة.

اإلى الطابق العلوي، راأيت نافذة مكتبي مفتوحة، تترجح نظرت

اأن الآذن يهمل واجبه مثل غيره هذه اإحدى درفتيها في الهواء. يبدو

الأيام.

ا، ا داكنً رقيقً جاءتني هدى واأنا في المكتب، ت�سع على راأ�سها �سالً

ا يجتمع طرفاه بارتخاء في عقدة على �سدرها. بدا جمالها متوثبً

في عينيها الفاترتين، ووجهها المتفتح، وقوامها الذي تج�سده تنورة

�سوداء طويلة، ذات نثرات بي�ساء بلون �سترتها.

اأنها خطيبتي، فاأح�سر كاأ�سين من ال�ساي دون اأن عرف الآذن

اأيد في ذلك الوقت اأطلب منه. بالقرب من النافذة -لم تعبث بها

اإلى هذا ال�سارع. تفقدت كل جزء -وقفنا ن�سرب ال�ساي، وننظر

اأدري لماذا امتلاأ عقلي باأفكار غريبة منها كتاجر يعاين ب�ساعة. ل

اأفكر فيه، فت�ساعف ل تخطر ل�سيطان، المنحو�سة ربما خمنت ما

اأجمل من احمرار خديها، وا�سطربت حركتها. عندما قلت لها اإنها

ا من ال�سعر، تمايلت في غنج ودلل.الربيع، واأكثر �سحرً

اإلى �ساعتها، تناولت حقيبتها الجلدية عن الطاولة، نظرت

و�سارت نحو الباب.

- انتهى الدوام. تعال نذهب اإلى المدينة.

اأقبلها، لكنها تمل�ست من يدي كقطعة جذبتها برفق، هممت اأن

�سابون وخرجنا.

تاأبطت ذراع���ي، وم�ست تحدثني عما فعلته في مكتب وكالة

ونتزوج. ن�سكن مدة "اإنها �ستعين مدر�سة في المخيمالغوث، قالت

اأكثر من الوكالة. وعد اأن نح�سل على غرفتين اأو بجوار اأهلك، اإلى

اأجابت باأنها ولما �ساألتها عن �سقيقها، "اأن ي�ساعدنا على ذلكوالدي

ل ترغب في روؤيته، فهو ل يفكر اإل في نف�سه.

ا، تناولنا فيه �سحنين من ا �سغيرً عة. دخلنا مطعمً اإنها جائقالت

الحم�س والفول وراأ�س ب�سل. قالت:

- يبدو اأنك تحب الفقر والتعا�سة.

- ومن يحبهما؟! لكن جيبي نظيفة بف�سلك وف�سل من خلفوك.

لم�ست رجلها، اأظهرت الغ�سب، فمددت رجلي تحت الطاولة،

التقت عينانا، فابت�سمت. فجاأة نه�ست، وه��ي ت�سع يدها على

اأي��ن المرحا�س؟ لي�س في المطعم اإل بطنها. عرفت حاجتها، لكن

ل مراحي�س عامة فيها. لو نحن في المخيم، مغ�سلة بالباب، والمدينة

لما وقعنا في هذه الورطة، فالمراحي�س على جوانب ال�سوارع، وفي

اإل الدخول فيها والخروج منها، ل هم لهم الح��ارات، كاأن النا�س

وعمال ال�سانتي�سه بملاب�سهم الكاكي الزرقاء متهيئون لنظافتها.

م ومهجور. قلت اأمام بيت مردّ اأين. وقفنا ل نعرف اإلى عدونا
Free download pdf